حذرت الأمم المتحدة مساء يوم الأربعاء من انهيار غير مسبوق لقيمة العملة المحلية في مناطق جنوب اليمن، مما يزيد من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والإنسانية في البلد الفقير الذي تعصف به حرب دموية منذ سبعة أعوام.
وقال مكتب ممثل منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن على تويتر "تدهورت قيمة الريال اليمني لتصل إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق في الأجزاء الجنوبية من البلاد".
وأكد المكتب أن هناك حاجة ماسة لدعم الاقتصاد اليمني للحفاظ على استقرار العملة ولمنع مزيد من التدهور في الوضع الإنساني.
وواصلت قيمة العملة اليمنية هبوطها المتسارع لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق أمام الدولار في تعاملات سوق الصرف غير الرسمية مساء الأربعاء في مدينة عدن الساحلية، ليقترب سعر الدولار من حاجز 1500 ريال، وهو ما يعدُّ أسوأ انهيار لقيمة الريال اليمني في تاريخه، ومنذ بدء الحرب في البلاد قبل سبع سنوات.
وطالب معين عبد الملك رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا يوم الثلاثاء بدعم دولي عاجل لتفادي انهيار اقتصادي كارثي في بلاده.
جاء ذلك خلال لقاء عبر الهاتف مع السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم.
وقال صرافون ومتعاملون في عدن لرويترز إن سعر الريال سجل انخفاضا غير مسبوق في سوق الصرف مساء الأربعاء إلى 1450 ريالا للدولار للشراء و 1490 ريالا للبيع، مقارنة مع 1350 ريالا الأسبوع الماضي.
وفقد الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته مقابل الدولار الأمريكي منذ اندلاع الحرب في مطلع 2015، بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في جنوب البلاد، وجماعة الحوثي التي تدعمها إيران، وتسيطر على الشمال، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ويواجه اليمن، الذي يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة، ضغوطا وصعوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة بسبب تراجع إيرادات النفط، التي تشكل 70 بالمئة من إيرادات البلاد، فضلا عن توقف جميع المساعدات الخارجية، والاستثمارات الأجنبية، وعائدات السياحة.