كنتُ قد نشرتُ مع مَن نشرَ ما تعرَّض له أخونا سالم باكريت قبل أمس وطالبتُ في ذلك المنشور الجهات الأمنية المختصة بالتعامل بحزم مع من تسوّل له نفسه العبثَ بالقانون أو التطاول على النظام، وكان منشورُنا ذلك بناءً على ما وصلتنا من أخبار الحادثة من قبل بعض الأشخاص، ولكن للأسف لم تكن الأخبار التي وصلتنا حينها تعكس الواقع ولا تبيّن الحقيقة؛ حيث قيل لنا حينها: أنَّ هناك مجهولين أطلقوا النار على الأخ سالم باكريت؛ لأنَّ لهم ثأراً مع شخص آخر؛ مما يعني أنهم ينظرون إلى محافظتنا العزيزة كساحة لتصفية حساباتهم، وهذا ما كُنَّا نراه خطراً يهدد مجتمعنا الآمن، ويقلق السكينة التي اعتدنا عليها، ولا بد من ردة فعل تجاهه تحتوي على الردع والزجر لإيقاف المتعنتين عند حدهم، ولكن وبعد التحرّي والتأكد لمدة يومين وتواصلي مع أحد آل باكريت الذي حضر جلسةَ الصلح والذي أسأل اللهَ أن يجزيه خيرَ الجزاء على إفادتي بهذه الحقائق التي سأسردها لكم بالتفصيل.
في ليلة الخميس خرج الأخ سالم باكريت إلى صحراء عتاب(الهومة) من أجل قضاء نزهة ترفيهية برفقة عائلته، وحين وصل إلى الهومة صادفَ الشيخَ عبدالله مرعي والسيارات المرافقة له الذين كانوا عائدين من قشن بعد إلقاء محاضرة للشيخ عبدالله مرعي حفظه الله، وحينها شعرَت عائلةُ سالم بشيء من الوحشة والخوف وأرادوا العودة إلى عتاب؛ فأدار سيارته باتجاه عتاب، وهنا شعر مرافقو الشيخ عبدالله بالخوف من هذه السيارة لا سيّما أنَّ الشيخ عبدالله مرعي مستهدف وقد تعرَّض سابقاً لمحاولاتِ الاغتيال، كما أنَّ أخاه فقيدُ البلد الشيخ عبدالرحمن العدني رحمه الله قد قُتل هو الآخر غيلةً؛ فصفّوا سياراتهم من أجل إيقافه والتأكد منه لأخذ الحيطة والحذر حفاظاً على سلامة الشيخ، فلم يكُن من أخينا سالم حينها إلا أن نزل من الخط ومرَّ على الرمل كي يتجنبهم، ولا يُلام الأخ سالم على ما فعل ولو كان أي إنسان آخر مكانه لتصرف هذا التصرف، من الجانب الآخر فإنَّ حرَّاسَ الشيخ عبدالله مرعي اعتبروا هذا التصرف شبه تأكيد لهم أنَّ هذا الشخص يريد انتهاز أي فرصة للاعتداء على الشيخ؛ فالأمر بما فيه سوء تفاهم بين الطرفين... المهم أنَّه بعد مرور الأخ سالم بهذه الطريقة لاحقوه وأطلقوا الرصاص، وبالنسبة لإطلاق الرصاص فحسب إفادة جماعة عبدالله مرعي أنهم أطلقوا الرصاص للأعلى وتحت السيارة في محاولة منهم لإيقافه وليس بالتصويب المباشر، وهذا ما أكَّده بعضُ الأخوة الذين رأوا السيارة؛ حيث تأكدوا أنه لا يوجد أي أثر للرصاص في السيارة تدل على التصويب المباشر، السؤال هنا كيف احترقت السيارة؟ ربما بسبب تأثير الشظايا عند إطلاق الرصاص تحت السيارة وربما لأسباب أخرى، فأقدار الله لا يمكن منعها. وحين اقترب الأخ سالم من عتاب كان قد شعر باحتراق السيارة فنزل من الشارع هو وعائلته، وأما جماعة الشيخ عبدالله مرعي حين رأوا أنَّ النازلين من السيارة عائلة أكملوا طريقهم؛ لكي لا يضاعفوا من الخطأ، السؤال هنا كيف يتركون السيارة وهي تحترق أين إحساسهم؟ الإجابة حسب إفادة الجماعة في جلسة الصلح أنهم لم يكونوا على علم باحتراق السيارة... المهم هنا اتصل منصب آل باكريت بنقطة الدمخ لإيقافِ الجماعةِ وحين تم إيقافهم وإخبارهم باحتراق السيارة؛ أبدوا استغرابهم واعترفوا بخطائهم وقالوا: نحن مستعدون لتعويض الأخ سالم عن خطائنا الغير مقصود والناتج عن الاشتباه وليس عن التعمد... الاعتراف بالخطأ فضيلة، ودية الحر عند العرب الاعتذار! وفي جلسة الصلح تمَّ الاعتراف من جانب جماعة عبدالله مرعي بالخطأ الناتج عن اتخاذ الحيطة والحذر وليس عن التعنت والتطاول على النظام، أو التهور والتلاعب بأرواح البشر، وتمَّ دفع تعويض للأخ سالم بسيارة هيلوكس ومبلغ 150 ألف سعودي.
هذه هي القصة لِمن أراد معرفة الحقيقة، وليس لِمن ينتهز الفرص للنيل من العلماء والطعن فيهم... ولنا منشور آخر سننشره في وقت لاحق بإذن الله سوف نتحدث فيه عن شهامة آل باكريت في قبول الصلح، وعن المتربصين الذين لا همَّ لهم سواء تشويه صورة العلماء والدعاة.