ذكرت مصادر دبلوماسية لـ «البيان» أن المبعوث الأممي هانس غوردبورغ يعمل على وضع مقاربات جديدة يتجاوز من خلالها العقبات التي اعترضت خطة السلام التي اقترحها المبعوث السابق مارتن غريفيث، وكيفية إشراك الأطراف الفاعلة في محادثات السلام المنتظرة، خصوصاً وأن إطالة أمد النزاع أوجدت وقائع على الأرض من الصعوبة تجاوزها، إلى جانب مساعي المنظمة الأممية لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة وعمل بعثة المراقبين الدوليين هناك بعد أن تعطل عملها طوال نحو عامين بسبب إقدام الميليشيا على قتل أحد ضباط الارتباط عن الجانب الحكومي والمكلفين بمراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار داخل مدينة الحديدة.
حل دائم
باختيارهم المواجهة العسكرية مع القوات الحكومية، يدفع الحوثيون اليمن نحو خيارات مجهولة يغيب عنها أمل في عودة الاستقرار وإنهاء معاناة أكثر من 20 مليون إنسان باتوا يحتاجون للمساعدات الإغاثية للبقاء على قيد الحياة.
في سياق ذلك، يعيد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، التأكيد مجدداً، على أن الهجوم الوحشي الذي تشنه ميليشيا الحوثي في مأرب يعيق جهود السلام، كما أن عدم الاستقرار الاقتصادي يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وحدد في لقاء عقده مع السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان رؤية بلاده للحل السياسي في اليمن، حيث شدد على الحاجة إلى حل دائم لمسألة واردات الوقود عبر ميناء الحديدة، في إشارة إلى ضرورة التزام الميليشيا بتوريد الرسوم الجمركية والضريبية عن تلك الواردات إلى حساب بنكي خاص برواتب الموظفين كما نص على ذلك اتفاق ستوكهولم، واستئناف الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، وهو ما أظهرت الحكومة الموافقة عليه وتعرقله اشتراطات الميليشيا المتعلقة بالفحص الأمني للرحلات ومنح تأشيرات الدخول.
ليندركينغ أضاف الإصلاحات الاقتصادية إلى مرتكزات تحقيق التسوية في هذه المرحلة، وقال إن التنفيذ السريع للإصلاحات الاقتصادية من قبل الحكومة اليمنية سيساعد على تقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني، فيما ينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في الحادي عشر من الشهر الحالي جلسة مناقشات جديدة خاصة بالوضع في اليمن، في حين يعكف مبعوث الأمم المتحدة على إعداد خطة سلام جديدة بغرض طرحها على الحكومة والميليشيا لم تكشف ملامحها حتى الآن.
خيارات مجهولة
ورغم أن هذه التحركات والمرونة التي أظهرتها الحكومة الشرعية، والتحالف الداعم لها لإنجاح جهود الحل السياسي فإن تصعيد الميليشيا للعمليات العسكرية ومحاولتها التقدم نحو محيط مدينة مأرب وحصار المدينة التي يسكنها نحو ثلاثة ملايين شخص معظمهم من النازحين داخلياً، ومحاولتها الوصول إلى حقول النفط والغاز، من شأنه وفق مسؤولين ومراقبين أن يؤدي إلى انهيار كل جهود التسوية وأن يدفع بالبلاد نحو خيارات مجهولة وصراع مفتوح لا يمكن التنبؤ بنتائجه.