ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المرحوم والمغفور له باذن الله تعالى وانتقاله الى جوار ربه يومنا هذا الثلاثاء...الموافق(12/اكتوبر 2021م) المناضل الكبير والذي جاء الى المهرة اواخر(1968م) من جبال وارياف الصبيحة الشماء؛شابا يافعا يتقد حيوية وحماسا منقطع النظير؛ ملبيا لنداء الواجب الوطني العظيم والذي فرضته واقتضته اللحظة وظروف المرحلة؛ولم يسأل عن الزمان والمكان الذي سيذهب اليه؛واجزم بأنه لم يكن يعرفه وغيره الكثيرون حينها في العاصمة عدن؛لم تفتنه او تغريه مباهج واجواء واضواء ورومانسيات(عدن)وحياتها المدنية الراقية والتي كانت حلما يتمنى الجميع من ابناء الجنوب تحقيقه والقاء ولو نظرة وحيدة ويتيمة على عدن ذلكم الزمان...كانت كل قرى ومدن المهرة انذاك عبارة عن جزر منفصلة منعزلة ومنغلقة على ذاتها؛ولاتوجد هناك اي وسائل للاتصال والتواصل والتنقل بينها سوى(مشيا على الاقدام او باستخدام الجمال للافراد والبضائع اليها برا...والوسيلة الاخرى تتمثل في التنقل بحرا ومن خلال القوارب الخشبية الشراعية الصغيرة او مايسمى باللنشات لنقل السلع؛هذه العزلة وبسبب صعوبة ووعورة الطرقات كانت لها العديد من التبعات الاليمة والكارثية على المهرة؛ الأرض والانسان وفي كافة المجالات وشتى النواحي؛ #وصل البطل قاهر الجبال؛محطم القيود والاغلال والتي كانت تقيد وتكبل المحافظة؛وعمل ومن فوره وفريقه الفني المتواضع وبمعية ادوات واليات جدا متواضعة وبسيطة(طبعا كان معظم فريقه الفني من اخوته وابناء عمومته وشواهد قبورهم موجودة على طول وعرض التراب المهري)ومن حوف شرقا والى الدمخ وحسائي غربا؛كانت بداية الملحمة الاسطورية والتأريخية من مدينة(الفتك)م/الغيضة سابقا؛حوف حاليا ومنذ نهاية(68م)ومطلع(69م)؛في(72م) وصلت الطريق الى مدينة(دمقوت)ثم وبمشاركة سلاح الهندسة الحديث التأسيس للجيش الجنوبي وبقيادة اللواء الركن الراحل(صالح القاضي) بدأ السباق مع الزمن وهو سباق اتسم بالوطنية الخالصة والصادقة...حيث كانت فرقة الجيش تعمل انطلاقا من مدينة(جادب)وفرقة الاشغال العامة انطلقت من دمقوت...كانت الفرقتان تواصلان الليل بالنهار ولا وقت لديهما وافرادهما سوى انجاز المهمة اولا واخيرا ولذلك تم افتتاح طريق(دمقوت---جادب وحوف)في يوم(9/يونيو1974م)...وبعدها توالت الانتصارات الساحقة على الصعوبات والمعوقات؛وليس بالالات والمعدات فحسب؛وانما بالارادة والعزيمة والتصميم وعون الله وحوله وتوفيقه...حيث بدا العمل في وشق طريق رأس فرتك؛وما ادراك ما(عقبة كبرعليش)ومنها الى جبال ورؤوس(دركة وشروي)وبين العقاب وصولا الى سيحوت والمسيلة في أقصى الغرب المهري؛ وليس المدن والشريط الساحلي هو الذي كان الهدف؛ بل وكل وصوب المناطق الصحرواية والبوادي كذلك؛ #بلغت اطوال الطرق التي تم شقها من خلال بطلنا المقدام وفريقه ومجموعاته وفي طول وعرض المحافظة؛من الشرق الى الغرب...من الجنوب للشمال ما مجموعها(850)كيلو متر...هذا الرقم القياسي من الانجاز الضخم والعظيم للمهرة:ارضا وانسانا لم يحققه ايا كان حتى وان كان يزعم بانه من ابنائها؟ #الراحل الكبير...بدأ حياته العملية سائقا لاحدى معدات شق الطرق واكتسب خبرات وتجارب عملية حقيقية ليس في ذلك الامر فقط؛بل وفي الادارة والاشراف والتخطيط والتصميم والتنفيذ...ثم مشرفا وبعدها ومنذ مطلع سبعينيات القرن المنصرف شغل والى جانب عمله الاشرافي الميداني مديرا عاما للاشعال العامة والطرق بمحافظة المهرة والى صيف /1994م)وبعد دخول الغزاة المحتلين للجنوب حيث تم اقالته واستبعاده من منصبه؛وظل في منزله بلا عمل رغم خبراته وتجاربه العملية الناجحة بمجال الطرق...تعرض للكثير من الجراح اثناء تأدية مهامه وواجباته وكان يعاني من اثارها والى عهد قريب...شخصية معروفة ومحبوبة لدى كافة ابناء المهرة ودونما اي استثناء والكل يتفق عليه ويجمع حوله...كان عضوا في تنظيم الجبهة القومية ومنذ منتصف ستينيات القرن الفارط؛ومن منتصف السبعينيات اصبح قياديا وعضوا في لجنة المحافظة بالمهرة...ومن ثم قياديا وعضو لجنة محافظة للحزب الاشتراكي اليمني والى لحظة وفاته... #منذ شهرين تقريبا تعرض لجلطة وادخل للمشفى بالغيضة وبالعناية المركزة...انه المناضل الوطني الكبير الفقيد الراحل:#سعيد #هائل #علي #سيف ..نسأل المولى العلي القدير بان يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وان يسكنه فسيح جناته؛ونعزي انفسنا وابنائه وبناته واسرته ورفاقه ومحبيه وكافة ابناء المهرة بهذا المصاب الجلل؛ونسأله تعالى بان يلهمنا جميعا الصبر والسلوان.... #وانا #لله #وانا #اليه #راجعون