الأحداث والأخبار كاشفة كما يقال ، لم نتخيل يوما ان تكون محافظة المهرة محافظة تفتقر لأبسط الأمور ، ولكن الأحداث المتتالية كاشفة وصادمة ، تداولت المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء 15 سبتمبر 2021م خبر نجاح الفريق العماني لاستكشاف الكهوف بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت في استكشاف وتوثيق خسف فوجيت – بئر برهوت – الذي يقع في مديرية شحن ، وقد نزل الفريق لدراسة البيئة الجيولوجية والصخرية .
كل هذا يعتبر أمرا طبيعيا ، ولكن الغريب أن المحافظة تفتقر لهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع المهرة ، وان لم يكن ذلك صحيحا ، فلماذا تم الاستعانة بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع حضرموت ، هذا الأمر يشير لانعدام وجود مثل هذه الهيئات ، وان كانت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية من الوحدات الأساسية لوزارة النفط والمعادن ، والتي أنشئت بموجب القرار الجمهوري رقم لعام 1999م ، وتعني بالمعلومات المتعلقة بعلوم الأرض في اليمن .
وجود الفريق العماني للاستكشاف الكهوف كان فرصة ثمينة جدا لتأسيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية فرع المهرة ، او تفعيلها ان كانت موجودة ضمن الوحدات الإدارية لوزارة النفط والمعادن ، والاستفادة من هذا الفريق في الاحتكاك بهم والتدرب الميداني تحت اشرافهم ، فهو فريف متمكن ، قام بالعديد من الاكتشافات ودراسة الكهوف على نطاق سلطنة عمان الشقيقة ، لكن للأسف لم تكن هناك هيئة معنية بهذا الأمر ، ولا يوجد مخطط مستقبلي في خلق جيولوجيين وباحثين ومستكشفين من المحافظة .
استقبل خبر اكتشاف بئر برهوت بسعادة وفرحة عارمة من بين الأوساط في المجتمع المهري ، ونادت الكثير من الأصوات بتكرار التجربة في الأماكن الأثرية التي لا زالت غامضة حتى هذه اللحظة ، وهذا يؤكد تعطش الناس في معرفة خفايا تلك الأثار والتراث القديم ، لكن الفرحة والسعادة ستكون في أبهى صورها ان كان لأبناء المهرة يد في كل تلك الكشوف العلمية ، او على الأقل المشاركة والمساهمة فيها ، وهذا الذي لم يكن متوفرا .
وفي هذه الأحرف ، نوجه رسالة الى المعنيين في الأمر بسرعة تأسيس الهيئات الجيولوجية ، والجمعيات التي تهتم بالأثار والتراث ، كتأسيس ( جمعية المهرة للأثار والتراث ) وإعطاء الفرصة لأبناء المهرة في الغوص والكشف لتاريخهم ، والمساهمة في ابرازها ، واستدال الستار عن خفايا تلك العجائب ، وهذا الأمر مهمة هرم السلطة المحلية في المحافظة ، فهي التي تخلق البيئة المناسب للأبداع ، وهي المعنية في إيجاد وخلق العباقرة والمبدعين ، وتحفيزهم والاعتناء بهم ، فهذه الأمر زاخرة بهم ، ولكن ينبغي البحث عنهم والاعتماد عليهم .