أن يكون محافظ محافظة المهرة الأستاذ محمد علي ياسر أديبا وشاعرا وموسوعة ثقافية فهذا ليس غريبا ، كونه من أسرة اشتهرت بالثقافة والأدب والشعر ، حتى قيل : " لا يكون بن ياسر ان لم يكن شاعرا " ، فهذا الامتياز الأسري ، والشخصي كان من الممكن أن ينعكس ذلك على محافظة المهرة ، لتصبح عاصمة الثقافة المهرية والعربية ، وعاصمة الأدب والشعر ، والفولكلور الشعبي ، بل من أولى اهتمامات معالي المحافظ الثقافة والسياحة .
لكن للأسف ، اهتمامات المحافظ رغم كونه أديبا وشاعرا ومثقفا بعيد كل البعد عن عشقة ومواهبه وميوله ، وكان من البديهي أن يكون اهتمامه بالجوانب الثقافية ، لان الميول قد يجر الانسان ، لكن الواقع يؤكد أن المرافق الحكومية : الثقافة – والسياحة – والأثار - هيئة الكتب ، أخر هم السلطة المحلية ، وأخر اهتماماتهم ، علما أن عراقة الشعوب وحضارتها تقاس بمدى غزارة الآثار واللغة والأدب والشعر والثقافة ، والموروث الشعبي ، فكيف اذا كانت أرض مهرة تمتاز بلغة مهرية عربية جنوبية قديمة ، قدم الانسان العربي في الجزيرة العربية .
هذه اللغة والأثار معني بها أهلها بالمقام الأول ، فهم الأحق بها كتابة ، واهتماما وحفاضا ، وترويجا وتسويقا لدى الشعوب الأخرى ، لكنه للأسف كل ذلك يبقى بعيدا عن العين ، وكما يقال : " بعيد عن العين بعيد عن القلب " ، فعين السلطة لا تقع على أهم ما يميز أرض مهرة .
نشر مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بيان ادانة واستنكار في الأربعاء 22 سبتمبر 2021م ، بعد مشاركته مع الفريق العماني الجيولوجي الذي اكتشف بئر برهوت ، جاء فيه : ( شارك مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث في زيارة عدد من الكهوف والمغارات بمعية الفريق ، وهَالهُ ما تعرض له غار تَيَه الواقع في وادي شعيت بمديرية حات ، حيث تعرضت جداريات كاملة من النقوش فيه للتخريب والاقتلاع بفعل فاع ل، وباستخدام أدوات حفر وتقطيع لتُطمس بذلك معالم مهمة حول تاريخ هذا الغار وتاريخ المنطقة الواقع فيها ، والمهرة أجمع ، حيث كُتبت بعض هذه النقوش الجدارية بخط المسند البدائي ، وربما بعضها بالخط الثمودي والمركز إذ يستنكر ويدين مثل هذه الأعمال اللا مسؤولة والمتخلفة ، ليدعو الجهات المختصة في المحافظة ممثلة بمكتب الثقافة والهيئة العامة للمتاحف والآثار والسلطات المحلية في المديريات للقيام بواجباتها في الحفاظ على هذا الإرث، وردع من تسول له نفسه تخريب آثار ونقوش بلاد المهرة بدافع الجشع والكسب السريع ، كما يدعوها إلى حصر المواقع المشابهة، ووضع تصور لحمايتها ، وتكليف الحراسات التي تقوم عليها ) .
بيان المركز ينم عن الغيرة والحسرة ، فقد طالب في بيانه الجهات المختصة ممثلة بمكتب الثقافة والسياحة والهيئة العامة للمتاحف والأثار بالقيام بواجباتها ، لكن ماذا نقول اذا السلطة المحلية وعلى هرمها المحافظ الأديب لم ترى كل ذلك ، فتارة يُعطى مهام تلك المرافق الحكومية لجهات لا تمت لها صلة ، وتارة أخرى تُهمل ولا يسأل عنها عاما بعد عام . وبهذه الأحرف ، نرسل رسالة عتاب لربان هذه المحافظة ، وشيخها وقائدها ، بأن يهتم بهذه المرافق ، ويعطيها كل وقته وجهده ، فان لم يهتم بها بن ياسر المحافظ الأديب الشاعر ، فمن يهتم بها ؟