أكد السفير اليمني السابق في سوريا، الدكتور عبدالوهاب طواف، أن نظام المخلوع الهارب بشار الأسد كان يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي اليمني، وساحة مفتوحة للأنشطة المعادية لليمن.
وأشار طواف إلى أن حكومة الأسد سلمت سفارة اليمن في دمشق لعصابة الحوثيين عام 2015، في مخالفة صارخة للأعراف الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والجامعة العربية، مما أضر بتاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
كما أوضح أن النظام السوري سهّل لقيادات حوثية العمل على الأراضي السورية، بالتنسيق مع النظام الإيراني وحزب الله اللبناني، مما أسهم في زعزعة الأمن القومي اليمني وإضعاف جهود الحكومة الشرعية.
وأضاف طواف أن نظام الأسد كان ركيزة أساسية لدعم مشروع الدولة العلوية الهاشمية بقيادة ولي الفقيه الإيراني، والذي كان يهدف لفرض نفوذه في منطقة شبه الجزيرة العربية، ما جعل اليمن أحد أبرز المتضررين من هذا المشروع الطائفي.
وأكد السفير أن الحكومة اليمنية اتخذت موقفها المؤيد للثورة الشعبية السورية انطلاقًا من مصالحها القومية، وسعيها للحفاظ على أمن واستقرار اليمن، في توافق مع تطلعات الشعب السوري الشقيق. هذا وقد رفع الحوثيون صورة لبشار الأسد في شوارع صنعاء وقد أحدث ضجة إعلامية حول حقيقة توقيتها ولماذا رفعها الحوثيون حيث انتقد الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد بشدة خطوة جماعة الحوثي في اليمن، التي قامت بوضع لافتة في شوارع صنعاء تتضمن عبارات شكر للرئيس السوري بشار الأسد بعد سقوطه.
وعلق الراشد على هذا التصرف عبر تغريدة في تويتر قائلاً: "الحوثي يبدو أنه الوحيد في العالم الذي شكر الأسد بعد سقوطه... رفع يافطة 'وفاء وعرفان' في صنعاء! حتى طهران لم ترفع له صوراً ولم تدافع عنه في إعلامها".
وأضاف الراشد أن أحداث الحرب السورية أثرت سلباً على جماعة الحوثي، حيث فقدت العديد من مكاسبها الدعائية في ظل الحرب الأخيرة على غزة.
واعتبر الراشد أن هذه الخطوة تعكس عزلة الحوثيين وتراجع تأثيرهم السياسي في المنطقة، في وقت تشهد فيه المواقف الإقليمية تبايناً كبيراً حيال الصراع في غزة، والدعم الذي قدمته بعض الأطراف للفصائل الفلسطينية.
اللافتة التي وضعتها جماعة الحوثي في صنعاء أثارت موجة من الانتقادات الواسعة على الصعيدين المحلي والإقليمي، حيث اعتبرها العديد من المراقبين دليلاً على تراجع القدرة الدعائية للجماعة، التي كانت تسعى إلى تعزيز قوتها السياسية في المنطقة.
وتأتي هذه الحملة في وقت تتباين فيه المواقف العربية والإقليمية من الحرب في غزة، مما يزيد من عزلة الحوثيين في ظل تراجع الدعم الذي كانوا يتلقونه من بعض الأطراف الإقليمية