نعى "حزب الله" رسميا، مسؤول العلاقات الإعلامية في صفوفه محمد عفيف، الذي اغتالته إسرائيل بقصف على منطقة رأس النبع في قلب العاصمة اللبنانية بيروت.
وقال الحزب في بيان: "ننعى محمد عفيف النابلسي، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، والذي ارتحل إلى جوار ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين في غارة صهيونية (إسرائيلية) إجرامية عدوانية، بعد مسيرة مشرّفة في ساحات الجهاد والعمل الإعلامي المقاوم.
وأكد أن عفيف "كان العضد القوي، وأمينا على صوت المقاومة، وركنا أساسيا في مسيرة حزب الله الإعلامية والسياسية والجهادية، وأصر بشجاعته المعهودة على الحضور الإعلامي الجريء لمواجهة الآلة الإعلامية الإسرائيلية، ونقل صوت المقاومة وموقفها، ورسم معالم المعركة القائمة بكل وضوح".
ووصفه بأنه "أسد ميدان الإعلام، وهو الذي صدح بصوت عال في أذان العدو وقلوبهم، قائلا: المقاومة أمة، والأمة لا تموت".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت هيئة البث العبرية الرسمية اغتيال عفيف، فيما قالت قناة "المنار" التابعة للحزب، إن عفيف " أحد أهم وجوه حزب الله الإعلامية، تولى مهمة نقل رسائله وتوضيح سياساته للجمهور في أحلك الظروف وأصعبها".
كما نعاه الأمين العام لحزب "البعث العربي الاشتراكي" في لبنان علي حجازي، عبر منصة "إكس" قائلا: "رحمك الله أخا عزيزا حبيبا مجاهدا (..) كنت تعرف أنك ستلتحق بركب الشهداء".
وباغتيال عفيف، وفق مراقبين، تنتقل إسرائيل من اغتيال القادة والمسؤولين العسكريين في "حزب الله" إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.
وقتل 4 أشخاص، وأصيب 14 آخرون بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في منطقة "رأس النبع" في ثاني استهداف للمنطقة ذاتها، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ قصفت تل أبيب المنطقة ذاتها في 10 أكتوبر الماضي.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و452 قتيلا و14 ألفا وو664 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء السبت.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.