شن الجيش الإسرائيلي لأول مرة، الأحد، غارة على منطقة رأس النبع في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي ذكرت تقارير أنها استهدفت مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله، محمد عفيف، خلال تواجده في مبنى تابع لحزب البعث بالمنطقة.
وأشارت قناة "الجديد" اللبنانية على موقعها الإلكتروني إلى "استشهاد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف في الغارة التي استهدفت مبنى حزب البعث في رأس النبع".
وبدوره، قال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان، إن "غارة العدو الإسرائيلي على رأس النبع، أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح".
وفي وقت سابق الأحد، قال مصدران أمنيان لبنانيان لرويترز إن غارة إسرائيلية على منطقة مكتظة بالسكان في بيروت اليوم الأحد أسفرت عن مقتل محمد عفيف.
وأصابت الغارة حيا لجأ إليه كثير من النازحين من الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تفاقم الأثر الإنساني للهجوم.
وأفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية بأنّ المسؤول الإعلامي في حزب الله محمد عفيف كان موجودا في مقر حزب البعث الذي استُهدف في الغارة الإسرائيلية على منطقة رأس النبع في بيروت.
وأضاف المصدر أنّ مصير عفيف "لا يزال غير معروف"، فيما أفادت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط قتيل وإصابة ثلاثة أشخاص في الغارة.
وأوردت الوكالة الوطنية أنّ "العدو نفذ غارة على رأس النبع"، فيما أفاد مصدر أمني بأنّ الغارة استهدفت "شقّة تضم مركز حزب البعث" في بيروت.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن المبنى المستهدف "مؤلف من 7 طوابق تم تدمير معظمها"، فيما هرعت فرق الإنقاذ والدفاع المدني إلى الموقع لإنقاذ العالقين تحت ركام المبنى المستهدف.
وتسببت الغارة في دمار هائل وتضرر عدد كبير من السيارات بالإضافة إلى حالة ذعر بين سكان الشارع المستهدف، وفق الوكالة اللبنانية الرسمية.
وجاءت الضربة بعد أسابيع من الغارات التي استهدفت معاقل حزب الله في بيروت، والتي تركزت في الضاحية الجنوبية، وغيرها من المناطق اللبنانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد أن مقاتلاته استكملت موجة هجمات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرا إلى أنها استهدفت "مقرات عسكرية لحزب الله".
وأفاد الجيش وفي بيان نشره على منصة "إكس"، بأن "مقاتلات سلاح الجو أكملت، بتوجيه من شعبة المخابرات، موجة من الهجمات، استهدفت مقرات قيادة عسكرية وغيرها من البنى التحتية لحزب الله، في منطقة الضاحية ببيروت".
وذكر أنه "قبل الهجوم، تم اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين، والتي تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية الأولية والاستطلاع الجوي، وتوجيه إنذارات مسبقة لإخلاء السكان في المنطقة".
وشوهدت عمدة دخان تتصاعد في سماء الضاحية التي لا يزال يلفها الدخان من غارات شنت السبت، بعيد تعليمات أوردها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة اكس، تطلب من السكان في ثلاثة مواقع مغادرتها وهي في الحدث وبرج البراجنة والشياح.
وفي وقت لاحق، أورد أدرعي تعليمات جديدة لإخلاء منطقة حارة حريك.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ الطيران الإسرائيلي "شن غارة عنيفة على محيط مستشفى السان جورج في الحدث" على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت.
كذلك، أدت استهدفت إسرائيلية منطقة برج البراجنة و"مبنى سكنيا (...) بالقرب من كنيسة مار مخايل في الشياح وقد دمرته بالكامل"، وفق المصدر ذاته.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ "طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه من الاستخبارات شنّت سلسلة غارات استهدفت مقرّات قيادة عسكرية وبنى إرهابية أخرى لحزب الله في منطقة الضاحية الجنوبية".
وفجر الأحد، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على قرى في جنوب لبنان، من بينها سبع غارات على بلدة جبشيت في أقل من ساعتين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
وكذلك، استهدفت الغارات منطقتي الخيام ومرجعيون حيث استهدفت بطائرة من دون طيار منزلا قرب كنيسة، ما تسبّب في اندلاع حريق في المنزل كما أوقع أضرارا مادية بالكنيسة والمباني المجاورة.
وفي بداية نوفمبر، حذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على البنى التحتية المدنية، بما في ذلك "تدمير" أماكن العبادة.
وأشار البيان الصادر عن المفوضية إلى معلومات تفيد بأنّ غارات إسرائيلية "دمّرت أو ألحقت أضرارا جسيمة" بعشرة أماكن عبادة على الأقل، بما في ذلك ثمانية مساجد.
من جانبه، أفاد حزب الله في بيان الأحد بوقوع اشتباك مع القوات الإسرائيلية عند أطراف بلدة شمع.
وقال إنّ مقاتليه "كمنوا لقوات جيش العدو الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع"، مضيفا أنّهم اشتبكوا معهم "بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من مسافة صفر"، عند وصولهم، "ما أدى إلى وقوع إصابات"، وأشار إلى أنّ الاشتباكات "ما زالت مستمرّة".
في الثامن من أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة عبر الحدود إسنادا لحركة حماس في قطاع غزة، بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في القطاع، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفّذته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية.
وبعد عام، كثفت الدولة العبرية اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".