نجحت مجاميع مسلحة من قبيلة "آل أبو صالح"، المسنودة من قبائل قيفه، في إجبار مليشيا الحوثي على إصدار حكم بالإعدام تعزيراً بحق أحد عناصرها، عبدالكريم أحمد العمراني، المعروف بـ"أبو حرب"، المتهم باغتصاب طفل قاصر داخل سجن إصلاحية رداع في محافظة البيضاء.
تعود وقائع الحادثة إلى يوم الاثنين الماضي، حيث تعرض طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، يُدعى محمد أحمد غليس، للاعتداء أثناء زيارته لشقيقه في السجن؛ استدرجه العنصر الحوثي واعتدى عليه تحت تهديد السلاح؛ وعندما علم شقيقه بما حدث، أثار ذلك غضب القبيلة التي طالبت بتسليم الجاني وإقامة الحد الشرعي بحقه.
شهدت مدينة رداع حشوداً كبيرة من مسلحي قبيلة "آل أبو صالح" ومؤيديهم من قبائل قيفه، اعتراضاً على تراجع الحوثيين عن وعودهم بمحاكمة العنصر المتهم؛ قام المسلحون بإغلاق المحكمة الابتدائية والمجلس المحلي والنيابة، مما اضطر المحكمة إلى إصدار حكم بالإعدام ضد الجاني عبدالكريم أحمد العمراني، المزمع تنفيذه يوم السبت المقبل.
كشفت مصادر أمنية أن عبدالكريم أحمد العمراني، المعروف بـ"أبو حرب"، لديه سوابق في قضايا مشابهة، حيث سبق له اغتصاب 9 أشخاص خلال عمله في إدارة أمن عمران؛ وعلى الرغم من تعهد الحوثيين بمعاقبته، إلا أنهم حاولوا تهريبه، مما دفع المسلحين إلى سد الطرقات ومنع التعزيزات الحوثية من الوصول؛ الجاني كان يتمتع بحماية من مشرف حوثي وأفراد المليشيا في السجن.
استجابت القبائل لدعوات النكف، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة، وأكدت قبائل البيضاء أنها ستعلن "النكف القبلي" والتدافع والتجمهر للرد على الجريمة الحوثية إذا لم تقم المليشيا بتقديم المتهم للنيابة ومحاكمته وإعدامه.
تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في اليمن.