كشف خبراء ومراقبون، سر تعيين إيران سفير جديد لها لدى الحوثيين في اليمن.
وقال المراقبون إن التعيين مرتبط بمهام عسكرية موكلة للسفير الإيراني الجديد مماثلة لتلك المهام التي خاضها سلفه “حسن إيرلو” ومن بينها رأب التصدعات داخل الجماعة وقيادة المعارك العسكرية للحوثيين مجددا.
وتحدثت معلومات استخباراتية عن حاجة إيران لإحكام القبضة على جماعة الحوثي بناء على معلومات بتلقي الجماعة عروضا من دول كبرى بتسليحها للقيام بأدوار قد يحقق للجماعة استقلالية جزئية عن إيران.
وقال الباحث غير المقيم بمركز كارنيغي للشرق الأوسط والاستشاري “إبراهيم جلال”: إن إعادة تعيين ما تسميه طهران بسفير لها رغم عدم ممارسته لأي أدوار دبلوماسية معروفة في أي مكان، هو تأكيد على دور الحرس الثوري عموما في إدارة الملف والعلاقة مع الحوثيين من صنعاء.
وأضاف جلال أن وجود إيرلو ارتبط سابقا بالعمليات العسكرية التي شنها الحوثيون على مأرب واستهداف المنشآت الحيوية السعودية بشكل مكثف والتي حظيت بدعم محور طهران فنيا وإعلاميا ولوجستيا و استخباراتيا و عسكريا.
وأردف: على غرار ذلك يرتبط تعيين رمضاني بالتصعيد الحاصل في البحر الأحمر بالإضافة إلى سيناريوهات التصعيد المحتملة في الإقليم، وفي حال ما تدهورت الأوضاع في الداخل سيلعب “رمضاني” دور “إيرلو” مجددا.
وأشار إلى أن تطبيع العلاقات الإيرانية -السعودية ولو بشكل تكتيكي يحمل في طياته الإقرار بنفوذ إيران في الملف اليمني بالقرب من مضيق باب المندب.
وذهب الباحث “ياسين التميمي” إلى أن تعيين إيران سفير جديدا لها إلى الحوثيين يأتي في سياق المهمة التي كان ينفذها “حسين إيرلو” الضابط في الحرس الثوري الإيراني.
وقال: تعيين إيران سفير جديد وغير شرعي لا يبدو مفاجئا فهو استمرار لسياسة إيران في استهداف اليمن وسيادته.
وأضاف إيران بدأت استهداف اليمن وسيادته بتعيين ضابط في الحرس الثوري هو حسن إيرلو الذي طغت مهمته العسكرية والأمنية على مهمته الدبلوماسية المنتحلة قبل أن يلقى مصرعه في صنعاء قبل 3 سنوات.
وأوضح أن إيران تتصرف في اليمن بثقة كبيرة بعد أن تأكدت أن جماعة الحوثي لا تقع تحت ضغوط عسكرية أو دبلوماسية يمكن أن تنعكس على موقف إيران نفسها لكونها تتصرف ضد مقررات مجلس الأمن الدولي.
وأشار إلى أن التفاهمات السعودية الإيرانية والانفتاح السعودي على جماعة الحوثي شجعا إيران أكثر من أن يلجماها ويحدان من سلوكها العدواني ضد اليمن.
وذهبت مصادر استخباراتية إلى أن عروضا بتسليح الحوثيين تلقتها جماعة الحوثي من دول كبرى بينها روسيا أثار مخاوف إيران من تصاعد قدراتهم العسكرية.
وما عزز المخاوف الإيرانية هو إظهار الحوثيين قدرات عالية في البحر الأحمر أكثر مما ظهرت عليه أذرعها في كل من لبنان والعراق، بل أن بعضها فاقت قدرات إيران كما يرى مراقبون.
ورجح مراقبون إيرانيون أن إسقاط الحوثيين لطائرات أمريكية “إم كيو 9” المعروفة بأنها من فخر الصناعة الأمريكية جعل إيران تشكك في حصول الجماعة على سلاح نوعي من دول كبرى بينها روسيا من أجل مواجهة أمريكا.
كما عزز تلك المخاوف الإيرانية الأنباء التي نشرتها الصحافة الأمريكية خلال يوليو/تموز الماضي بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تدخل لدى الرئيس الروسي “فلادمير بوتن” لإيقاف صفقة سلاح للحوثيين بحسب المراقبين.