*الخطر القادم!*
منذ لحظة ولادتنا والناس عندنا في #حضرموت يحتفلون بالمولد النبوي في 12 ربيع أول في احتفالات بسيطة وعفوية وغير مكلفة ماديا، وتتخلص الفعاليات في قراءة السيرة النبوية من كتب "الموالد" مثل مولد الديبعي أو مولد سمط الدرر أو مولد الضياء اللامع وغيرها من كتب الموالد المتداولة والمعروفة، ويكون ذلك الحفل في المسجد غالبا أو مكان آخر كالرباط أو الزاوية أو بيت أحدهم أو ساحة عامة وتتخل الاحتفالية إقامة زف بسيط قبلها أو بعد انتهائها وانشاد المدائح النبوية خلالها وتوزيع القهوة والحلوى والبخور والعطور وفي بعض الاحيان طبخ وجبة بسيطة وتوزيعها على من حضر، وتحضر الناس صغيرها وكبيرها دائما بمحض إرادتها في أجواء من البهجة والسرور والفرح النقي والبرئ بميلاد النبي.
لكن ماتفعله جماعة #الحوثي في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها اليوم خطير وكارثي وستكون له عواقب وخيمة على المدى القريب والبعيد، فطريقة حشدهم للناس في الساحات مقرفه، واستغلالهم للحدث من أجل تحقيق أقصى نهب للجيوب وفرض للجبايات مخزية، وتحويرهم للمناسبة الدينية إلى مناسبة سياسية وتسخيرها لخدمة مشروعهم المتسلط والسلالي جريمة شنيعة ترتكب في حق الناس أنفسهم وفي حق الدين الاسلامي والنبي محمد كذلك.
وطال الزمن أم قصر سيخمض عن هذه التصرفات الحمقاء جيل متمرد وناقم عليهم شخصيا وعلى مشروعهم الطائفي وحتى على النبي محمد نفسه وعلى الدين الإسلامي ككل، وحينها سينزلق المجتمع وبقوة نحو مالا تحمد عقباه.
ياحوثه كفو عن استغلال الدين والنبي وتوظيفهما في مشروعكم المدمر، واتركوا للناس حرية أن تحتفل بنبيها في يوم ميلاده كما كانت تحتفل به منذ مئات السنين، وكفوا عن تدمير كل جميل وبسيط وعفوي في هذا البلد المنكوب، واعتقونا من شر خطر قادم سيدخلنا جميعا في أتون محرقة الفوضى العارمة اذا لم تتوقفوا عن هذا العبث المجنون فورا.