تواجه المستشفيات الحكومية والمستوصفات عجزًا حادًا في الكادر الطبي المتخصص والمخلص، وفي المقابل يدفع المرضي أرواحهم ثمنًا لهذا العجز، فالموت هو المصير المنتظر لمريض ذهب إلى المستشفي او مستوصف ولم يجد الطبيب المختص .. ليتحول الأمر إلى كارثة.
يحز في النفس ان الطبيب المختص في العناية المركزة يباشر عملة بالريموت كنترول (عبر الهاتف) وهو في بيته او في مقيله والمريض يحتظر او يصارع مرضه في غرفة العناية المركزة.
يحز في النفس أن الذين تنتظر منهم أن يكونوا رمزاً وقدوة للنشءِ، ممن يتشاركون مهنة الطبِّ يعيثون في الأرض فسادًا وارتشاءً!
يحز في القلب فقدان الثقة بين المريض والطبيب، التي هي أساس كل عمل صحي ناجح؟
يحز في النفس الطبيب المختص يجلس في عيادته بكل انضباط وانتظام من الصباح وحتى المساء .. ولكن لا تجد ذلك الانضباط في نوبته بالمستشفيات الحكومية مهما كان موقعها.
يحز في النفس أن الطبيب المختص لأسباب ذاتية وأخرى خارجية لا يرقى لمستوى تطلعات المواطن !
تكفيك كل تلك الصدماتِ واللكماتِ التي ترِدُ كردودِ أفعالٍ حول خبرٍ يتناول خطأً طبيًّا وهي كثر في الآونة الاخير ، فكثير من المرضى لقوا حتفهم بسبب اخطاء طبية فلا حسيب ولا رقيب.. ولم نشهد توقيف طبيب عن المزاولة مؤقتا أو نهائيًّا، تتعالى بعدها التعاليق والتهليلات أنه *(ليس في القنافذ أملسُ)* ، وكلهم عابدو درهمٍ للثروات يُكدسُ، حبذا لو استبدلناهم بما هو أحسنُ، يخيم على ذاتك حينها تساؤلات أثقلُ، في هذا الوطن..
هل هم أطباء أم تجار جشعين؟ هل تحولت مهنة الطب من مهنة إنسانية هدفها إنقاذ الأرواح إلى تجارة تدر الملايين على صاحبها؟
هل نحن في هذا البلد على قدر ما تحمله هذه المهنة من ثقل ومسؤولية عظيمة؟
أين دور مكتب الصحة العامة والسكان من هذا التسيب؟ ..ام هم راضين عن ذلك!.. اتخذوا اجراءتكم ضد المقصرين والمتهاونين في أداء مهامهم وواجباتهم..
فاننا نتباكي على الاطباء الهنود والبلغاريين والروس في الحقبة السابقة.. الذين كانوا يعملون بمهنية عالية واخلاص واتقان .. وانتم يامن تنتمون الى الدين الاسلامي وهو من افعالكم وجشعكم براء.
وهناك حوادث حدثت مع كثير والتي يدخل المريض المستشفيات وغيرها من المسميات مستوصفات ومشتقاتها .. بكامل قواهم العقلية وتتابادل معهم الحديث فيخرجوا من العناية جثة هامدة .. فلا حسيب ولا رقيب.
ايها الاطباء اني اخاطب فيكم ضمائركم ان مهنة الطب مهنة إنسانية أخلاقية بدرجة أولى لذا كان ارتباطها الشديد بفئة اجتماعية معينة من الممارسين عبر العصور كونها تسمو أخلاقياً ومهنياً عن بقية المهن. قال تعالى في محكم آياته : { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}[إبراهيم : 42-43].
ولكن هناك استثناءات تبعد القلة من الأطباء المخلصين للمهنة، من تهمة "تحويل الطب من مهنة إنسانية إلى اخرى تجارية بحتة، تفقد المريض كرامته وثقبت جيوبه" ، ومنهم ممن أفنوا زهرة شبابهم في تقديم الخدمات الطبية للمرضى ، وتفانوا في تضميد الجراح وعلاج الأدواء، متغلبين على قساوة ظروف العمل، ونقص الإمكانات، بالصبر والأناة والروية والرفق والحكمة، المرتكزة على ثقافة وتجربة مشفوعة بعقيدة راسخة، تنبع عنها أخلاق حميدة، أبرز ما فيها، الرحمة والشفقة والتعاون مع من حولهم ، يدفعهم إيمانهم الصادق بأنهم يمارسون مهنة نبيلة، إلى النجاح في تقديم رسالتهم الإنسانية الحقيقية التي لا ترتهن للماديات.