المستجدات على الساحة السياسية والعسكرية اليمنية عامة والجنوبية خاصة، تحمل في طياتها الكثير من البشائر لأبناء المهرة وسقطرى، عن المرحلة المقبلة، واستحقاقاتهم ضمن المشروع الجنوبي الكبير.
وفي الحراك السياسي للمجلس العام على أكثر من صعيد إجابة لتساؤلات أولئك الذين عاشوا على وهم فشل السلطان آل عفرار، وتبخر حلمه بإقليم مستقل للمهرة وسقطرى.
صورة مشرقة ترسمها جلسات الحوار الجنوبي الجنوبي، المنعقد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، فمن هناك نجحت كوكبة من كوادرنا الفتية وسواعدنا الشابة، في إيصال رسالة أبناء المحافظتين للداخل والخارج، ولقيادة الحوار ممثلة برئيس لجنة الحوار الجنوبي الأستاذ أحمد عمر بن فريد، الذي يعرف الكل عنه كفاءته وجديته ومصداقيته، وقد أبدى بن فريد تفهمه وإعجابه بطرح ممثلينا الراقي والمسؤول، وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي على تفهم القيادة الجنوبية لمطلبنا، وتقدم جديد تحققه قضيتنا.
ما تشهده قاعات الحوار الجنوبي بالقاهرة، يؤكد جدية القائمين على المشروع الجنوبي وتفهمهم لمطلب أبناء المهرة وسقطرى، وذلك على العكس تماماً مما تم في حوارات صنعاء من قبل، والتي تجاهلت الصوت المهري السقطري وصُمّت مسامع القائمين عليه عن سماع ما لديهم من أفكار وأطروحات بشأن واقع المحافظتين، في موقف يجسد نهج الاستعلاء وتكريس لسياسة الضم والإلحاق والدونية للإنسان في المهرة وسقطرى.
نقول لشعبنا العظيم الأبي في المهرة والارخبيل: أبشروا واستبشروا فما فات مات، واليوم ليس كالأمس، ومطلبكم واقع وآت..
اليوم قيادة جديدة تدركن معنى أن يتطلع شعب لطي صفحة الشتات والتمزق، وينهي عقود التهميش والحرمان ليلتئم الصف من جديد وتعود اللحمة والترابط الوثيق، لوطن مجيد ضارب في عمق التاريخ بهويته وخصوصيته وثقافته الأصيلة.
نحن اليوم أمام شعلة متوهجة من شبابنا الفتية، الذين كانوا خير ممثل لشعبهم ووطنهم، نحيي فيهم وفاءهم وهمتهم ونشيد بإخلاصهم وإلمامهم الواسع.. نحيي الثلاثي الرائع الدكتور سعيد نحادان القميري، والأستاذ يحيى صالح آل عفرار، والدكتور أحمد محمد تربهي، كفيتم وأوفيتم وأبدعتم حين كان للمهرة وسقطرى انتماؤكم، وتألقتم حين كان للشعب ولاؤكم..
فقد سبق وفشل ممثلو المهرة وسقطرى في حوارات موفنبيك، حين كانت قراراتهم رهينة بيد رهبان الأحزاب، وحين كان ولاؤهم لغير الوطن والهوية.
الحضور القوي لملف المهرة وسقطرى، على كافة الأطر والمستويات، خلال هذه المرحلة الحرجة، كشف تجلّيات حنكة رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار، ودهائه السياسي، وما يتمتع به الرجل من بعد نظر، فهكذا بدأت تتجلى حكمته وتتكشف للعيان ملامح شخصيته القيادية الفريدة، التي لطالما حاول البعض الانتقاص من قدراته، والنتائج التي يمكن أن تجنيها المهرة وسقطرى، جراء تفاهماته مع المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المناضل عيدروس الزبيدي.
من ينظر للواقع اليوم.. سيجد أن الانتقالي بات الرقم الأول والأقوى في القضية اليمنية، ومن هذه القوة تستمد مطالب أبناء المهرة وسقطرى قوتها، ومن هذه الناحية يمكنك استيعاب، مغزى النشاط والحراك المحموم للمجلس العام ورئيسه آل عفرار، وبروز نجم المهرة وسقطرى على أكثر من صعيد، باعتباره المكون الجامع والمظلة التاريخية لأبناء المحافظتين، ومرجعيتهم الذي فوضوه بصلاحيات كاملة، للوصول نحو الإقليم المستقل على حدود 1967م.
رغم آمالنا والبشائر.. إلا إن المراحل لا تزال طويلة، والطريق لن تكون نحو الإقليم المستقل سهلة ومعبّدة.. غير أن ثقتنا بالله كبيرة، ثم بربَّان السفينة وسليل سلاطين الدولة المهرية للبر وسقطرى السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار، وسواعد رجالنا وشبابنا المخلصين الشرفاء، تجعلنا نثق بأن القادم لنا أجمل، وأن ما نراه من نور في نهاية النفق، يزيدنا عزماً وإصراراً للمواصلة بجد أكبر واجتهاد أكثر نحو الهدف والمقصد، فلكل مجتهد نصيب..
(ومانيلُ المطالبِ بالتمنّي .. ولكن تؤخَذُ الدنيا غلابا)