رّسخ الجنوبيون مبدأ التصالح والتسامح، وفتحوا صفحة جديدة تحت مظلة المجلس الانتقالي، عنوانها الشراكة والبناء والاستقرار، متجاوزين خلافات الماضي، التي كانت تشكل خطراً حقيقياً على مشروعهم الوطني.
وشهدت أبين، يوم السبت، تلاحما واصطفافا وطنيا، بعد استلام قوات أمن أبين وقوات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة مقراتها في زنجبار عاصمة المحافظة، لتطوي صفحة الماضي وتعزز مبدأ التصالح والتسامح.
وجاء هذا الاصطفاف والتلاحم الجنوبي، بعد جهود كبيرة قام بها فريق الحوار الجنوبي التابع للمجلس الانتقالي، وقيادة ألوية العمالقة الجنوبية تكللت بالنجاح.
تلاحم الجنوبيين في أبين وشبوة وجه ضربة موجعة للإخوان وقنواتهم الإعلامية، التي جعلت من الخلافات الماضية مواد صحفية لتأجيج الفتنة، والمناطقية بين أبناء الجنوب.
ولاقت هذه الخطوة الجبارة، ترحيبا وأشادات واسعة في الوسط الجنوبي، حيث جاءت لتؤكد حرص الطرفين على نبذ الخلافات، وتوحيد الصف لمواجهة الإرهاب المدعوم من الإخوان والحوثي.
ويأتي هذا التوافق والتفاهم وانتشار القوات الأمنية في محافظة أبين تنفيذا للشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض، الذي يوحد الجهود لمواجهة الإرهاب ومليشيات الحوثي.
وقال القيادي في المجلس الانتقالي لطفي شطارة، إن القائد عيدروس الزبيدي في كل المهرجانات والاجتماعات واللقاءات كان يحرص ان يجعل مبدأ التصالح والتسامح مقدمة واستهلالا لاي لقاء جامع ويقول "سنمد أيدينا للجميع ومن لا يستطيع المجيئ سنذهب اليه".
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قد وجه محور أبين، بتسهيل عودة القيادات الأمنية والعسكرية في شقرة إلى معسكراتها بزنجبار.
وعقب انتشار القوات في زنجبار، قال مدير أمن أبين العميد علي ناصر باعزب، إن تواجده في زنجبار هو لطي صفحة الخلافات الماضية، مؤكدا ان أبين عانت ويل الصراعات وقد حان الوقت إلى الاصطفاف والعمل بروح الفريق الواحد، وتقديم التنازلات ونبذ التفرقة والعنف.
وقدم الكازمي شكره لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، والقيادات العسكرية الجنوبية التي استقبلته في زنجبار عاصمة محافظة أبين.
وأكد الكازمي، إن أولويات عمل إدارة أمن المحافظة هي تثبيت الأمن والاستقرار في جميع مديريات المحافظة، ومكافحة العناصر الإرهابية في المقام الأول.
ويرى مراقبون أن هذا الاصطفاف والمصالحة ترسيخ لمبدأ التصالح والتسامح ويؤسس أرضية صلبة لاستقرار الجنوب في المرحلة القادمة.
وعلق القيادي في المجلس الانتقالي، فضل الجعدي، على التلاحم الجنوبي، قائلا: حوار وطني جنوبي واستقبال من عاد إلى خندق نصر القضية بصدور مفتوحة واغلاق ملف الماضي ثم استلام وتسليم المهام العسكرية في ابين بسلام وبروح وطنية عالية.
وذكر نائب أمين عام المجلس الانتقالي أن الحنوب يسلك الطريق القويم، مؤكدا ان النصر النهائي آتٍ لا ريب فيه.
من جانبه قال الصحفي عادل اليافعي، إن قناة الجزيرة الشيطانية، كلما تحاول إعادة الخلافات الماضية، يتعاهد ويتصالح الجنوبيون ان لا يعود ذلك الماضي الأسود المخيف.
وقال المحلل العسكري السعودي العميد الركن أحمد القرني، إن الجنوب يمضي نحو صناعة مستقبله، بعدما استثمر المجلس الانتقالي فرصة الفراغ الأمني والسياسي فمد رجليه.
وأشار القرني، أن الانتصارات الجنوبية زادت من مصداقية المجلس الانتقالي داخليًا وخارجيًا، مبيناً أن شبوة تحررت وأبين تقترب من النصر، وحضرموت والمهرة تجهزان الزهور لاستقبال المحررين.
وأوضح القرني، في تغريدة أخرى، ان تنفيذ بنود اتفاق الرياض مطلب أساسي، بما فيها توجيه القوات المتواجدة في حضرموت والمهرة للجبهات لتحرير مناطقها في شمال اليمن.
وأضاف إن القوات الجنوبية والعمالقة دورها استمرار تأمين المحافظات الجنوبية من الارهابيين وتطهيرها من العملاء والحوثة.
وطالب السياسي هاني البيض، المجلس الانتقالي الجنوبي باستكمال المهام العسكرية والأمنية وتأمين شبوة وأبين وتحصينهما شعبيا وسياسياً.
وقال البيض، في سلسلة تغريدات، يجب ان تستكمل عمليات تأمين شبوة وأبين، وتحصين هذه الإنجازات شعبيًا وسياسياً وتوسيع الحاضنات الشعبية في تلك المناطق.
وطالب الانتقالي بالبدء في المرحلة الأخرى المهمة والاستراتيجية وتطهير حضرموت، وحماية مواردها ومنافذها ومفاصلها الاقتصادية والمالية والخدماتية من أسوأ لوبيات الفساد المرتبطة بالعهد البائد الذي انهك مواردها وافقر شعبها الكريم.