يقف الجنوب اليمني بمقدراته العسكرية والاقتصادية بمواجهة مؤامرة يحيكها تنظيم الإخوان ممثلا في حزب الإصلاح المتحالف سرا وعلنا مع مليشيات الحوثي الانقلابية.
وعلى ذلك قرر اليمن وشرعيته الممثلة في المجلس الرئاسي ومقاومته الشعبية الانتصار لشبوة لحاضرها ومستقبلها وإحباط محاولات ثنائي الخديعة الإخوان والحوثي في السيطرة على المقدرات الاقتصادية للمحافظة الغنية بالنفط والغاز.
عملية عسكرية مضادة، استطاعت عبرها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة استعادة الأمن والاستقرار في عاصمة المحافظة، عتق، أثارت جنون الكتائب والذباب الإلكتروني لتنظيم الإخوان الإرهابي ومليشيات الحوثي لبدء حملة إعلامية مشبوهة لدعم التمرد الإخواني في شبوة، تحديا لقرار المحافظ عوض العولقي، والذي اعتمده مجلس القيادة الرئاسي لإقالة قائد قوات الأمن الخاصة، عبد ربه لعكب، المعروف بولائه لتنظيم الإخوان.
معركة حزب "الإصلاح" الإخواني ضد الشرعية اليمنية قديمة وهي خاسرة قبل أن تبدأ، لا سيما حين يظهر وجهه القبيح بتحالف خبيث مع الانقلابيين من مليشيات الحوثي عندما سلم المليشيات الجبهات والمناطق المحررة، في محاولة لابتزاز التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية.
إذا هي معركة كاشفة لنوايا وأطماع حزب "الإصلاح" الإخواني في شبوة، التي كانت تشكل سابقا أحد أبرز معاقل الإخوان، وفي سبيلها أعلنوا خيانة اليمن وشرعته لصالح جماعة الحوثي الإرهابية، مستغلة أبواق إعلامية ما فتئت تسكب النار على البنزين لإشعال الفتن وليست قناة "الجزيرة" ببعيدة عن ذلك.
ألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة الشعبية في الجنوب وورائها كل اليمنيين المخلصين هم رمانة الميزان العسكري في شبوة، والتي تتصدى لمحاولة الإخوان استرداد منهج سنوات السيطرة الظلامية،على مفاصل اليمن ومحاولة أكثر فشلا لعرقلة مسار التحرير والشرعية.
لماذا شبوة؟ تعد شبوة ثاني منتج للنفط بعد حضرموت ولها ميناء لتصدير الغاز ومحطة ومنشآت للغاز الطبيعي، ووصل إنتاجها النفطي اليومي قبل انقلاب مليشيات الحوثي أواخر 2015 إلى نحو 50 ألف برميل يوميا.
طيلة السنوات الماضية، كانت حقول النفط تخضع لحماية قوات موالية للإخوان، قبل أن تتدخل مؤخرا قوات العمالقة الجنوبية التي تسلمت مهام حماية شركة جنة هنت القطاع 5 النفطي، في مديرية عسيلان شمالي غربي المحافظة والذي يتألف من 3 حقول نفطية.
وشهدت شبوة (جنوب) مؤخرا تمردا عسكريا لعدد من القيادات العسكرية والأمنية الإخوانية بعد إقالة قائد القوات الخاصة في المحافظة عبدربه لعكب، كما سبق ذلك سلسلة من الهجمات التخريبية والإرهابية طالت أنابيب النفط ما رفع نسبة المخاطر على الشركات النفطية.
بداية الحسم الأسبوع الماضي، أطلق محافظ شبوة عملية عسكرية مضادة توجت بتأمين مدينة عتق وإخماد تمرد عسكري قاده الإخوان وقياداتهم في محور عتق والقوات الخاصة والنجدة تمردا على الشرعية إثر إقالة قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب، لضلوعه في قضايا اقتتال وإثارة فوضى في المحافظة الحيوية الغنية بالنفط والغاز.
جاءات العملية لفرض هيبة الدولة وتنفيذ قرارات من المجلس الرئاسي قضت بإقالة القيادات الإخوانية المتمردة، وتعيين 3 قيادات عسكرية وأمنية بدلا عنها في محور عتق والقوات الخاصة وشرطة شبوة.
أين وصلت المعركة؟ قالت مصادر ميدانية في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ألوية العمالقة الجنوبية وقوة دفاع شبوة توغلتا في مديريتي جردان وعرماء إلى الشمال الشرقي من المحافظة (جنوب) بعد فرار مليشيات الإخوان باتجاه مأرب ووادي حضرموت.
وأشارت المصادر إلى أن ألوية العمالقة الجنوبية وقوة دفاع شبوة سيطرت على منطقة عياد النفطية في جردان وومجمع العقلة النفطي في عرماء شمال شرق المحافظة الاستراتيجية. وذكرت المصادر أن العمالقة ودفاع شبوة بدأت في وقت مبكر بتطويق المنشآت النفطية الحيوية تحسبا لأي أعمال إرهابية تستهدف الحقول النفطية قبل أن تسيطر عليها عسكريا وأمنيا.
وفقا للمصادر، فإن قوات العمالقة تسعى حاليًا للسيطرة على معسكر حراد الاستراتيجي على الحدود بين محافظتي شبوة ومأرب وحضرموت.
بدوره، طمأن محافظ شبوة ممثلي القطاع النفطي الرابع في منطقة عياذ باستباب الوضع الأمني في المواقع والمنشآت النفطية في المحافظة الحيوية.
جاء ذلك خلال لقاء محافظ شبوة عوض ابن الوزير العولقي، اليوم، مدير قطاع 4 النفطي محسن صالح ومدير دائرة الأمن والسلامة والمنسق الأمني لخط أنبوب النفط الخام، علي النسي - لإطلاعهم وطمأنتهم حول الوضع العسكري والأمني محيط المنشآت النفطية.
وأكد ابن الوزير العولقي أن "الوضع الأمني تحت السيطرة؛ وبإمكانهم القيام بِالترتيبات اللازمة، لاستئناف الضخ؛ واستقبال المقطورات إلى قطاع العقلة النفطي".
كما اطلع على مُتطلبات مُمثلي القطاع النفطي الرابع -العامل في منطقة عياذ- والمُتمثلة بِتأمين خط الأنبوب؛ ابتداءً من الحقول النفطية إلى الكيلو 0 ومن ثم إلى الكيلو 204 في ميناء النشيمة، موجهًا بِتذليل صعوباتهم بما يُساهم بِتعزيز الأمن وتنمية ورفد الاقتصاد الوطني.