الرئيسية > اخبار محلية >  العاهل السعودي يشترط على إيران إنهاء دعم الميليشيات الحوثية

 العاهل السعودي يشترط على إيران إنهاء دعم الميليشيات الحوثية

أعرب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس الأربعاء عن أمله أن تؤدي المحادثات الأولية مع “الجارة” إيران إلى “نتائج ملموسة” لبناء الثقة بين البلدين، داعيا طهران لوقف دعم الميليشيات الطائفية، في إشارة خصوصا للمتمردين الحوثيين الذين تحاربهم السعودية في اليمن.

 

وشارك ممثلون عن الرياض وطهران في لقاءات مغلقة في بغداد خلال الأشهر الماضية تهدف لتحسين العلاقات بين الخصمين الإقليمين المقطوعة منذ العام 2016.

 

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي تخوض نزاعا داميا ضدّ الحوثيين المدعومين من إيران، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

 

وقال العاهل السعودي في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إن “إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي محادثاتنا الأولية معها إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة، والتمهيد لتحقيق تطلعات شعوبنا في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

 

وينظر السعوديون إلى التفاوض مع إيران كضرورة للحل في اليمن، وهي رؤية تستند إلى قناعة بأن الحوثيين لا يتشددون في الحوارات الجارية لمطالب خاصة بهم، ولكن في سياق لعبة أوسع تديرها إيران لتحصيل مكاسب على جبهات أخرى سواء مع السعودية ودول المنطقة أو على مسار الملف النووي والمفاوضات في فيينا.

 

ويعتقد مراقبون أن المملكة باتت على اقتناع بأن الحوار مع إيران هو أقرب الطرق لحل الأزمات بين البلدين، وأنه يمكن عبره حل أزمة اليمن ودفع الحوثيين إلى السلام.

 

ودعا الملك سلمان طهران “لوقف جميع أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والميليشيات الطائفية التي لم تجلب إلا الحرب والدمار والمعاناة لجميع شعوب المنطقة”، في إشارة للمتمردين الحوثيين الذين صعدّوا أخيرا من هجماتهم على مدن جنوب المملكة بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

 

واتهم الحوثيين برفض مبادرات السلام الرامية لإنهاء الحرب في اليمن، متوعدا بالرد على هجماتهم ومؤكدا على تأييد المملكة لجهود منع إيران من امتلاك الأسلحة النووية.

 

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله أعلن قبل أشهر مبادرة جديدة لإنهاء حرب اليمن، تشمل وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد، تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وحصدت تلك المبادرة ترحيبا عربيا ودوليا واسعا، كما أثنت عليها الأمم المتحدة، وسط تعنت الميليشيات الحوثية.

 

ويتحرك السعوديون على أكثر من جهة لإلزام إيران بالتوقف عن زيادة التوتر في الوضع الإقليمي وتهديد أمن دول الجوار، ويريدون أن يشتمل الاتفاق النووي على تعهدات إيرانية واضحة، لكن هذه الرغبة لا تجد الحماس الكافي من الولايات المتحدة، التي تبحث عن تسريع الاتفاق النووي ووضع البرنامج الإيراني تحت المراقبة الدولية.

 

وقال الملك سلمان أيضا أن السعودية “تؤكد على أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل”، وذلك بينما يستعد زعماء العالم لاستئناف المحادثات مع طهران لإعادة الالتزام بالاتفاق النووي المبرم في 2015.

 

وأضاف العاهل السعودي “من هذا المنطلق تدعم المملكة الجهود الدولية الهادفة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي”، وأعرب عن “بالغ القلق من الخطوات الإيرانية المناقضة لالتزاماتها والمتعارضة مع ما تعلنه إيران دوماً من أن برنامجها النووي سلمي”.

 

وجاءت تصريحات الملك سلمان في أعقاب دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى استئناف المحادثات النووية مع القوى العالمية بما يؤدي إلى رفع العقوبات الأميركية.

 

وذكرت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية في إيران أن وزير الخارجية السعودي التقى الثلاثاء مع نظيره الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.