الرئيسية > عربية دولية > روسيا تتعهد بتكثيف هجماتها وتمطر مدنا أوكرانية بالصواريخ

روسيا تتعهد بتكثيف هجماتها وتمطر مدنا أوكرانية بالصواريخ

قالت روسيا السبت إن قواتها ستكثف هجماتها في ”جميع مناطق العمليات“ في أوكرانيا بينما كانت الصواريخ الروسية تتساقط على المدن ضمن ضربات قالت كييف إنها أودت بحياة عشرات السكان خلال الأيام الماضية.

 

 

 

 

وفي أحدث ضربات، قال أوليج سينهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن الصواريخ أصابت بلدة تشوهيف التابعة للمنطقة الواقعة بشمال شرق البلاد مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص، منهم امرأة تبلغ من العمر 70 عاما، وإصابة ثلاثة آخرين.

 

وقالت ريسا شابوفال (83 عاما) في ذهول بينما كانت تجلس على أنقاض منزلها ”ثلاثة أشخاص فقدوا حياتهم، لماذا؟ لماذا؟ لأن بوتين أصيب بالجنون؟“

 

وجنوبا، قال فالنتين ريزنيشنكو حاكم إقليم دنيبروبتروفسك إن أكثر من 50 صاروخا روسيا من طراز جراد سقطت على مدينة نيكوبول المطلة على نهر دنيبرو مما أودى بحياة اثنين عُثر على جثتيهما بين الأنقاض.

 

وتقول أوكرانيا إن عدد قتلى هذه الهجمات على المناطق الحضرية بلغ نحو 40 على الأقل خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتقول روسيا إنها تقصف أهدافا عسكرية.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على موقعها على الإنترنت إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أمر الوحدات العسكرية بتكثيف عملياتها لمنع توجيه ضربات لشرق أوكرانيا ومناطق أخرى تسيطر عليها روسيا.

 

وقال فاديم سكيبيتسكي المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية ”من الواضح أن الاستعدادات جارية الآن للمرحلة التالية من الهجوم“، مشيرا إلى استمرار القصف الروسي على امتداد خط المواجهة بأكمله واستخدام نشط لطائرات الهليكوبتر الهجومية.

 

وقال الجيش الأوكراني السبت إن روسيا تعيد على ما يبدو تجميع وحداتها لشن هجوم على مدينة سلوفيانسك المهمة والتي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك.

 

حرب استنزاف

 

في حين أن تركيز الحرب، التي دخلت الآن شهرها الخامس، انتقل إلى منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، فإن القوات الروسية توجه ضرباتها الصاروخية إلى مدن في أماكن أخرى من البلاد فيما تحول بشكل متزايد إلى حرب استنزاف.

 

وتقول موسكو، التي شنت ما سمته ”عمليتها العسكرية الخاصة“ ضد أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لتقويض البنية التحتية العسكرية لأوكرانيا وحماية أمنها. ونفت روسيا مرارا استهداف المدنيين.

 

وتقول كييف والغرب إن الحرب محاولة غير مبررة لإعادة احتلال دولة تحررت من حكم موسكو مع تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

 

وفي أحد الهجمات التي أثارت غضب أوكرانيا وحلفائها الغربيين في الآونة الأخيرة، أصابت صواريخ كاليبر كروز أطلقتها غواصة روسية في البحر الأسود يوم الخميس مبنى إداريا في فينيتسا، وهي مدينة يسكنها 370 ألف شخص على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي كييف.

 

وقالت كييف إن الضربة أدت لمقتل 23 على الأقل وإصابة العشرات. وكان من بين القتلى طفلة تدعى ليزا، تبلغ من العمر أربع سنوات ومصابة بمتلازمة داون، وُجدت جثتها بين الأنقاض بجوار عربة أطفال. وسرعان ما انتشرت صور لها وهي تدفع نفس عربة الأطفال والتي نشرتها والدتها على مدونة قبل أقل من ساعتين من الهجوم.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربة على فينيتسا كانت موجهة إلى مبنى كان بداخله مسؤولون كبار من القوات المسلحة الأوكرانية في اجتماع مع موردي أسلحة أجانب.

 

وقال ريزنيشنكو، حاكم إقليم دنيبروبتروفسك التي تضم المدينتين، عبر تيليجرام إن صواريخ روسية أصابت مدينة دنيبرو الواقعة على بعد حوالي 120 كيلومترا شمالي نيكوبول في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، مما أدى لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وأضاف أن الضربات أصابت مصعنا وشارعا مزدحما.

 

وقالت روسيا السبت إنها دمرت مصنعا في دنيبرو يُصنّع مكونات صاروخية.

 انقسام في مجموعة العشرين

 

هيمنت الحرب على اجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين في إندونيسيا. وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إن الخلافات بسبب الصراع منعت الوزراء ومحافظي البنوك المركزية من إصدار بيان رسمي لكنهم اتفقوا على ضرورة معالجة أزمة الأمن الغذائي المتفاقمة.

 

وقالت يلين ”هذا وقت صعب لأن روسيا عضو في مجموعة العشرين ولا تتفق معنا بشأن كيفية وصف الحرب“.

 

وفرضت دول غربية عقوبات صارمة على روسيا واتهمتها بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وهو ما تنفيه موسكو. ولم يصدر عن دول أخرى في مجموعة العشرين، منها الصين والهند وجنوب أفريقيا، موقف معلن من هذا الصراع.

 

وفي إحدى تداعيات هذا الصراع، أثار حصار يُقيّد صادرات الحبوب الأوكرانية تحذيرات من أنه قد يعرض الملايين في البلدان الفقيرة لخطر المجاعة.

 

وعلى الرغم من إراقة الدماء، تحدثت كل من روسيا وأوكرانيا عن إحراز تقدم نحو التوصل لاتفاق لرفع الحصار خلال محادثات في الآونة الأخيرة. وقالت تركيا، التي توسطت في المحادثات، إن اتفاقا ربما يتم توقيعه هذا الأسبوع.