احياء الجنوبيون السبت، ذكرى غالية في قلوبهم، خالدة في أذهانهم، حاضرة في ماضيهم، ودعامة رئيسية في مستقبلهم..
الحادي والعشرون من مايو، ذكرى فك الارتباط، دولة الجنوب التي أبت إلا أن تعود إلى شعبها، دولة كاملة بترابها وهويتها وسيادتها مهما استهدفها الغزاة المعتدون. في 21 مايو 1994، أعلن عن فك ارتباط الجنوب عن المحتل اليمني، ذلك الذي أشهر أسلحة البطش والعدوان للفتك بالجنوبيين لاحتلال دولتهم، فانتفض الجنوبيون على قوى البطش والعدوان والإرهاب، وأصدر القرار الرئيس علي سالم البيض معلنا أن الجنوب لشعبه وأهله. إعلان فك الارتباط كان ولا يزال الشرارة التي ثار من أجلها الجنوبيون، واقع وأمل يتمسكون به مهما زادت التحديات وتآمر المتآمرون وزاد بطش الإرهابيون المحتلون، سيظل الجنوب حرا أبيا عصيا على الاستهداف مهما تكالب عليه أعداؤه.
كان ذلك الإعلان بمثابة الرسالة التي شكلت وعي الجنوبيين، وهو وعي قام على التحرك نحو استعادة الأرض والدفاع عن الهوية، والانتماء للوطن فوق كل اعتبار، حقيقة ترسخت وتعمقت يوما بعد يوم في أواصر الجنوبيين، حتى صارت نبراسًا يسيرون على دربه، فتحققت الانتصارات وزاد تمسك الشعب بدولته، فرد العدو المحتل بزيادة إرهابه فاشتعلت ثورة الجنوبيين سيرًا على طريق تحقيق النصر المبين. ان الحرب مكنت المحتل اليمني من الجنوب أرضًا، لكن ذلك الذي اغتصب الأرض لم يكن يعرف أنه يؤسس في قلوب الجنوبيين وعقولهم وعيا حاسما بقضيتهم، وحاضنة شعبية جارفة وراء الغاية النبيلة المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط. احتفالات السبت بدأت من المهرة وحضرموت وسقطرى وشبوة وأبين ولحج، بالإضافة الى فعالية صغيرة داخل قاعة مغطاة في العاصمة عدن، السبت.
وأكد الجنوبيون في تصريحات لمراسلي صحيفة اليوم الثامن على التمسك بمشروع إقامة الدولة الجنوبية الفتية، وجاء الاحتفال للتأكيد على تمسك الجنوبيين بقيام دولتهم التي أعلن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض فك الارتباط عقب الدخول في وحدة هشة مع اليمن الشمالي انتهت بالحرب والانقلاب على مشروع الوحدة السلمي. وقال الشيخ القبلي البارز لحمر بن علي لسود إن "فك الارتباط"، الذي أعلنه الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، أصبح واقعا يجسد على الأرض بعزيمة الرجال وتضحياتهم الكبيرة في سبيل إقامة دولة الجنوب التي أعلن عن قيامها الرئيس البيض في الـ21 من مايو 1994م، بعد أربعة وعشرين يوما من اعلان نظام صنعاء وتحالفاته القبلية والإرهابية الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا في الـ27 من أبريل من العام ذاته.
وأوضح الشيخ القبلي في بلاغ صحفي "إن ما اعلن في الـ22 من مايو 1990م، لم يكن الا مشروع وليست وحدة، كما يعتقد البعض، لأن ما تم التوقيع عليه، كان يمهد للوحدة، باندماج وتوحيد المؤسسات الحكومية للنظامين وكذا توحيد القوات المسلحة الجنوبية واليمنية في "جيش واحد" وفقا لما تم التوقيع عليه، لكن هذا المشروع تم الانقلاب عليه في شهوره الأولى من خلال التصفيات التي طالت المسؤولين الجنوبيين في صنعاء، بعد ان اوكل الشريك في التوقيع على المشروع، تلك المهمة الى عناصر الأفغان العرب الذين أصبحوا لاحقا سياسيا باسم اخوان اليمن، وعسكريا باسم قوات الفرقة الأولى مدرع، وأجهزة المخابرات والحرس الجمهوري، ولم يعلن علي عبدالله صالح، الحرب على الجنوب الا بعد أن ارتكبت اذرعه الإرهابية أكثر من 150 عملية اغتيال إرهابية طالت كبار المسؤولين والكوادر الجنوبية بوسائل الموت المختلفة.
وأكد الشيخ لحمر "ان ما ارتكبه نظام صنعاء من حروب إبادة بحق الجنوبيين لا يمكن ان يسقط بالتقادم، وستظل تلك الدماء لعنة تلاحق المجرمين الذين اجرموا بحق مشروع الوحدة السلمي وبحق الإنسانية، حين اقدموا على اصدار فتاوى تكفير شهيرة ستظل هي الأخرى لعنة تلاحق المجرمين الى قيام الساعة".
وقال "ان الدماء التي سفكت خلال ثلاثة عقود، هي جرائم إبادة يساهم البعض اليوم في التحريض على الجنوبيين رغم ان الحرب لم تضع اوزارها بعد، الا ان هناك من لا يزال يحرض على قتل الجنوبيين باسم مشروع وحدة وهمي في حين ان اليمن الشمالي أصبح في قبضة الملكيين الموالين لإيران في حين ان دعاة ما يمسى بالوحدة اليوم لا يستطيعون استعادة منازلهم التي نهبها الحوثيون في صنعاء وبقية مدن اليمن الشمالي، وهم مشردون في كل مكان بحثا عن الفتات".
واعتبر الشيخ لحمر الحديث عن ما يمسى بالوحدة اليمنية، يمثل تحريضا على قتل الجنوبيين، وبالتالي من حق شعبنا اليوم ان يدافع عن مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة في ظل وجود شخصيات هزيلة ومنحطة أخلاقيا.. مؤكدا ان على اليمنيين ان يحترموا ترحيب الجنوبيين بهم في عدن وان يكفوا عن التصريحات المستفزة لشعب الجنوب، فالحديث عن ما يسمى بالوحدة اليمنية من عدن، لن يحرر المنازل المنهوبة في صنعاء ولا يمكن ان يهزم الحوثيين او يستعيد اليمن الشمالي من قبضة ايران".