يحيي شعب الجنوب الذكرى ال 28 لإعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية بزخم له روافع معنوية عدة أبرزها الانتصارات التحررية التي حققتها قواته المسلحة الجنوبية والتي توجت بمكاسب سياسية ودبلوماسية فارقة وعلى راسها انتزاع الاعتراف الاقليمي والدولي بالقضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره .
وبالطبع لم تأتي ذكرى اعلان فك الارتباط هذا العام لتذكرنا فقط بالحق التاريخي لشعبنا في استعادة دولته، بل لتضع العالم اجمع امام عظمة هذا الشعب و مسيرة نضاله وكفاحه وتضحياته وانتصاراته في سبيل تحقيق ذات الهدف السامي والمقدس.
ان هذه الذكرى التي ستعم غدا فعاليات إحيائها كامل جغرافيا الجنوب تتيح لنا الاحتفاء بفخر بانجازاتنا والزهو بثقتنا بأنفسنا وبقيادتنا وفي الوقت نفسه تفرض علينا استحضار ملاحم وفصول الكفاح الوطني التحرري الجنوبي والتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء الأبرار والإشادة ببطولاتهم والتعريف بإسهامات جميع شرائح شعبنا واستلهام ما تزخر به هذه الملاحم من قيم وطنية لتعزيز مسيرة الحاضر والمستقبل ، وإستخلاص العبر والدروس من دلالات هذا الإرث النضالي التحرري على مدى ربع قرن ونيف، وتعظيم المكاسب الكبيرة التي حققتها قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة ، حيث وان تلك المكاسب والانتصارات ثمرة من ثمار تصميم وإصراره شعب الجنوب على جعل لحظة اعلان فك الارتباط في ال 21 من مايو 1994 م إنطلاقة لعزائمهم الثورية نحو التحرير والاستقلال الثاني .
لقد كان لهذه الذكرى رجال شجعان حفظوا لها الاستمرارية في الفعل والنضال والمقاومة والرفض واضاءوا ببنادق كفاحهم المسلح على مدى ربع قرن دروبها وإيصالها الى هذا الضياء لتبدو اليوم وبجلاء امرا واقعا وحقيقة على الارض ، وكان من ابرز هؤلاء الرجال الباسلين الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي قاد خيار الكفاح المسلح وبنى مداميكه على أطوار عدة وفي احلك الظروف واعقدها واستطاع مع رفاق السلاح فرض معادلة الردع والتصدي وصولا الى انجاز مهمة التحرير من خلال المقاومة الجنوبية التي اسسها و قادها ومن ثم تشكيل القوات المسلحة الجنوبية وتنظيمها وإعدادها وتأهيل قدرات منتسبيها لتصبح على ما هي عليه اليوم درع الجنوب وحامي مكتسبات شعبه وسيادة اراضية .