كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية يمنية، عن توافق بين الحكومة وميليشيا الحوثي على تمديد الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تنتهي أواخر مايو الجاري، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ الخلاف لا يزال قائماً بين الطرفين حول من يصدر جوازات السفر للسكان في مناطق سيطرة الحوثيين. وأكّدت المصادر ذاتها، أنّ تحالف دعم الشرعية يبذل جهوداً كبيرة لإيجاد حل لهذه المشكلة، حتى يمكن البناء عليه في وضع ترتيبات فتح الطرق إلى مدينة تعز المحاصرة.
حق سيادي وقالت المصادر لـ «البيان»، إنّ الطرف الحكومي أبلغ مبعوث الأمم المتحدة الذي وصل عدن أمس، التزامه بتمديد الهدنة بجميع بنودها، لافتة إلى أنّ الحوثيين أعربوا أيضاً عن رغبتهم في تمديد الهدنة، إلا أنّ الطرفين لم يتفقا على معالجة ملف إصدار جوازات السفر في مناطق سيطرة الحوثيين عبر مطار صنعاء، إذ يريد الحوثيون اعتماد الجوازات التي يصدرونها، فيما يشدّد الطرف الحكومي على أنّ هذه مسألة سيادية لا يمكن التفريط بها، وأنّه مع أي مقترح لحل دون إسقاط هذا الحق أو منحه للطرف الآخر.
التزام إلى ذلك، أكّد مجلس القيادة الرئاسي، في لقاء مع المبعوث الأممي هانس غوندبورغ، التزام الحكومة اليمنية بما تم الاتفاق عليه، وأنّها لن تكون سبباً في تعطيل الهدنة الإنسانية، وتتعاطى بشكل إيجابي ومرن ومسؤول مع أي مقترحات من شأنها تخفيف المعاناة الإنسانية، على أن تكون بعيدة عن الانتقائية باعتبار أنّ القضايا الإنسانية كلٌ لا يتجزأ.
تحقيق تطلعات ودعا المجلس الرئاسي الحوثيين، إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وإعطاء فرصة حقيقية لإنجاح الهدنة، والبعد عن المزايدات والمراهنات السياسية، مبيناً أنّ الحكومة تعمل بكل جهد وإخلاص من أجل السلام، وستظل يدها ممدودة للسلام العادل والمستدام، الذي يحافظ على الدولة ومؤسساتها ونظامها الجمهوري ووحدتها الوطنية، ويعزّز المواطنة المتساوية والحرية والعدالة الاجتماعية، بما يحقّق تطلّعات الشعب اليمني، رغم استمرار الخروقات اليومية للهدنة، والتعنّت في رفض فتح منافذ مدينة تعز، والإصرار على عرقلة تشغيل الرحلات التجارية من مطار صنعاء.
وأوضح المجلس الرئاسي، أنّ هذه المواقف من الحوثيين من شأنها التهديد بنسف الهدنة وجهود الأمم المتحدة لإحلال السلام. وطالب المجلس الرئاسي، من المبعوث الدولي، وضع العالم كله أمام الصورة الحقيقية لما يجري في اليمن، وتبيان حقيقة من يعرقل الهدنة وجهود عملية السلام. بدوره، أكّد المبعوث الأممي، استمرار جهود الحفاظ على الهدنة واستكمال استحقاقاتها الإنسانية والعمل على التوصل لتسوية سياسية شاملة، منوهاً بتعاون كل الأطراف لإنجاح هذه الجهود.