الرئيسية > اخبار محلية >  مناطق سيطرة مليشيا الإخوان بؤرة خصبة للأعمال الإرهابية

 مناطق سيطرة مليشيا الإخوان بؤرة خصبة للأعمال الإرهابية

الإرهاب لا دين له ولا ملة، تعدد أشكاله وصوره التي لم تعرفها خارطة الجنوب أرض السلام والأمان والتعايش السلمي إلا بعد عام 1990م، فالعمليات الإرهابية بالجنوب مدروسة وممنهجة ولها أهدافها السياسية.  

 

عمليات اختطاف الأجانب ظاهرة ظلت ملازمة للسلطة اليمنية وشهدت العقود الماضية عمليات اختطاف سواء قبلية لأسباب تضغط بها بعض القبائل على السلطة ومنها: اختطافات على خلفية تقوم بها منظمات إرهابية ثم إطلاق سراح المختطفين لابتزاز المالي أو لإخضاع السلطات ومقايضتها. ونشطت هذه الظاهرة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية لتحقيق أغراضها السياسية والانتقام من خصومها.  

 

بدأت عمليات خطف الأجانب في اليمن عام 1992م، عندما اختطف القيادي الحوثي مبارك الزائدي المستشار الإعلامي لفريق البعثة الدبلوماسية الأمريكية هاينس ماهوني، لضغط على الحكومة اليمنية لتنفيذ مطالبهم في صعدة. وتوالت هذه العمليات الإرهابية على مدى الثلاثة العقود الماضية  

 

وبمحافظة أبين اختطف مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، خمسة من موظفي الأمم المتحدة في الجنوب عندما كانوا في طريق عودتهم إلى العاصمة عدن، يوم الجمعة 11 فبراير 2022م، بينهم مدير مكتب الأمم المتحدة للأمن والسلامة في عدن البلغاري آكم سوفيول، والمنسق العام محمد المليكي، والمنسق الأمني للمكتب مازن باوزير، مع مرافقين اثنين لهم  

 

 

عملية الاختطاف وقعت في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين مديرية موديه مسقط رأس الرئيس عبدربه منصور هادي واقتادوهم إلى جهة مجهولة  

 

ولم يمضي اقل من شهر لتُنفذ عملية إرهابية ثانية باختطاف أجانب يعملون لدى منظمة أطباء بلا حدود الهولندية أحدهم ألماني كريستيان غوستولوف وآخر مكسيكي ساندر فرناندز، ووقع اختطافهما بوادي حضرموت بالقرب من منطقة خشم العين بين اللواء 37 مدرع واللواء 23 ميكا بالعبر أكبر معسكرين يتبعان المنطقة العسكرية الأولى، صباح السبت 5 مارس 2022م.  

 

 وأكدت المصادر قبلية بابين إن الخاطفين مجموعة مسلحة من القبليين بينهم عناصر من تنظيم القاعدة وطالب الخاطفين بالإفراج عن عدد من المعتقلين بتهم إرهابية لدى الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن، ودفع خمسة ملايين دولار.  

 

 بينما اشارت مصادر قبلية بحضرموت أن عناصر تنظيم القاعدة اعترضوا السيارة التي تقل موظفي منظمة أطباء بلا حدود وأكدت ان منطقة حريضة وخشم العين نشطت فيها عناصر التنظيم خلال الفترة الماضية، وانشات معسكرات تدريب في صحراء العبر.  

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة باليمن راسل جيكي إنها على تواصل وثيق بالسلطات لتأمين إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة الخمسة  

 

بينما أوضحت مصادر امنية: ان عملية اختطاف الأجانب بوادي حضرموت قامت بها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي بعد اعتراض سيارتهم أثناء توجههم إلى مدينة المكلا.  

 

وكشفت مصادر قبلية بمحافظة أبين فشل وساطة قبلية في الإفراج عن المختطفين لدى الجماعات المتطرفة، في الوقت الذي لزمت حكومة الشرعية والقوات الإخوانية الصمت.  

  ونتساءل ما الرسالة التي يمكن قراءتها عن ظاهرة اختطاف الأجانب بمحافظتي أبين وحضرموت؟  

 

وما علاقة الإخوان والحوثي بالإرهاب حيث ان هذه الظاهرة تنامت حين أدرك الإخوان انهم مشروع لا مكان له في الجنوب، وكذلك الحوثي بعد اعادة تصنيفه في قائمة الإرهاب دوليًا؟  

 

 

وما أثر العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات الإرهابية في أرض الجنوب، على علاقة الجنوب بدول الجوار والإقليم؟ حاضنة تحمي الإرهاب يُرجع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ صالح الدويل باراس : نشاط التنظيمات الإرهابية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الشرعية؛ لأن هذه السلطة هي امتداد لذلك التحالف الإخواني المشائخي مع مصالح العسكريين والأمنيين، واستخدام الإرهاب في مناطق نفوذ الشرعية يعني وجود حاضنة تحمي الإرهاب وتسمح له ان يقيم معسكراته دون حسيب أو رقيب لوجود الإخوان بشكل قوي في سلطة الشرعية وفي مؤسساتها العسكرية والأمنية.  

 

الإرهاب أحد أسلحة الإخوان وحول الرسالة التي يمكن قراءتها من عمليات الاختطاف بمحافظات الجنوب.  

 

يقول الأستاذ صالح الدويل :"الرسالة واضحة ويمكن قراءتها بان الإرهاب ليس المنظمة الإرهابية التي تخطف بل حاضنة متغلغلة في مؤسسات الشرعية الإخوانية وقواتها، واهدافها أكبر من إطلاق سراح إرهابي أو اخذ فدية بل اثبات ان الإرهاب أحد أسلحة الإخوان والحفاظ على وجودهم ومصالحهم في سلطة الشرعية".  

 

ويضيف نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ سالم أحمد صالح بن دغار :" الرسالة المراد إيصالها من ظاهرة اختطاف الأجانب بأبين وحضرموت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء. ولا تحتاج في الحقيقة إلى اجتهاد في التحليل والقراءة والاستنتاج". موضحا أنهم ببساطة أعداء الأمن والاستقرار ونموذج للنهب والفيد والسرقة. وبتحد ولغة سافره للتحالف والمجتمع الدولي يقولوا : إن البديل عنهم هو القاعدة وداعش والفوضى العارمة والطوفان"، موضحا أنه منهج عفاشي قديم استخدم كفزاعة لدول الجوار والغرب. وتحول الآن إلى منهج إصلاحي إخونجي حوثي بنفس الأداء والدور بمعني جميعهم ذات توجهه ومنهج واحد وغاية واحدة لا تعدو عن رغبتهم في احكام القبضة الحديدية على خيرات ومقدرات شعب الجنوب وموقعه الاستراتيجي".  

 

وتؤكد الأستاذة عطيات عبود باضاوي، ناشطة مجتمعية وسياسية وسفيرة سلام دولية، أن ظاهرة اختطاف الأجانب من قبل الجماعات الإرهابية لوجود تلك الجماعات في مناطق النفوذ في وادي حضرموت وأبين مما زاد من نشاطها وهي رسالة يمكن قراءتها بأن هناك تحركات سياسية يشهدها الجنوب.  

 

وأوضحت أن:" تلك الجماعات الإرهابية تسعى لعرقلة سير عملية السلام والتفكير السلبي للقضاء على الخطوات الايجابية التي تحققت في عملية المفاوضات، وزرع الخوف على الأرض، ومنع المنظمات العاملة في صناعة السلام من القيام بعملها المطلوب".  

 

إرهاب مع سبق الإصرار والترصد وعن علاقة الإخوان والحوثي بالإرهاب في الجنوب يقول الأستاذ سالم بن دغار: "كليهما يمارسان هواية الإرهاب مع سبق الإصرار والترصد... كيف لا وهم في تناغم استخباراتي ويتبادلان الأدوار في افشال الجهود الأممية ودول، ويضعان العراقيل أمام أي جهود للوصول إلى توقف أطلاق النار وحل القضية وبما يرضي الشعبين في الدولتين الجنوب والشمال". مؤكداً انهما يمارسان سفاحا بواحا التقطع، وقتل الأبرياء، والاختطاف للأجانب، وممارسة الابتزاز، وإرهاب المواطنين الأمنيين في مدنهم وقراهم. موضحا بأنهم كلما أدركوا بأن الفجوة تضيق عليهم وبأن بقائهم ومشاريعهم في الجنوب أصبحت من الماضي وفي إعداد كانا، تتناما وتزداد هستيريتهم.  

 

ويؤكد المحلل السياسي الأستاذ الدويل : "للإخوان علاقة بالإرهاب حيث تنامت حين أدرك الإخوان انهم مشروع تتضاءل حظوظه في اليمن والجنوب بشكل عام. كما ان القرارات الأممية الأخيرة ضد الحوثي تجعله في خندق واحد مع الإخوان لتوظيف الإرهاب بما يخدم مشروعه".   

 

تهديد مستمر وغلق باب التعاون وبالنسبة لـ أثر العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات الإرهابية في أرض الجنوب، على علاقة الجنوب بدول الجوار والإقليم، تقول الأستاذة عطيات باضاوي: "أنه تهديد مستمر؛ لضعف العلاقة بين الجنوب ودول الجوار والاقليم، وارباك العملية السياسية، وغلق باب التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، والمصالح العامة بين الجنوب ودول الجوار والاقليم".  

 

 

وتؤكد أن الجنوب يشهد خطوات سياسية منظمة شاملة ومتقدمة على الواقع بالتنسيق مع دول الجوار والاقليم، لتحقيق أهداف استراتيجية في مكافحة الإرهاب، فالجنوب يتمتع بمنافذ حدودية واسعة ومهمة، مع دول الجوار والإقليم.  

 

الألوية الإخوانية داعمة للإرهاب ويرى مراقبون ونشطاء أن "هذه القوات والألوية الإخوانية التي تتمركز في مناطق سيطرت الشرعية بالجنوب لا تؤدي واجبها في مكافحة الإرهاب بل هي تسهل الدعم المباشر للجماعات المتطرفة. وإن هذه العمليات الإرهابية التي يرفضها المجتمع الجنوبي هدفها تقويض الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية واظهار الجنوب وكأنه منطقة غير آمنه، ومحاولات فاشلة لإلصاق تهمة الإرهاب بالجنوب".