دعا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأحد 15 أغسطس/آب 2021، خليفته جو بايدن إلى الاستقالة، على خلفية انتصار حركة طالبان في أفغانستان، وكذلك بسبب ما اعتبر أنه سوء إدارة من جانب بايدن لملفات أخرى مثل الجائحة.
ترامب كتب في بيان له، بعد سيطرة طالبان على كابول: "حان الوقت كي يستقيل جو بايدن"، بسبب "عار ما سمح بحدوثه في أفغانستان، جنباً إلى جنب مع الارتفاع الهائل (في الإصابات) بكوفيد، وكارثة الحدود، وتدمير استقلال الطاقة، واقتصادنا المُعَطّل"، وأضاف في بيان آخر أنّ "ما فعله جو بايدن بأفغانستان أسطوريّ، سيُصبح إحدى أعظم الهزائم في التاريخ الأمريكي".
سياسة أمريكا بأفغانستان :
وتأتي تعليقات ترامب بعد أن أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة، بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة في غياب الدعم الأمريكي.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها"، ودافع بايدن عن قراره وضع حدّ لحرب استمرّت عشرين عاماً في هذا البلد.
وقال الرئيس الأمريكي: "أنا الرئيس الرابع الذي يحكم مع انتشار عسكري أمريكي في أفغانستان (…) لا أريد أن أنقل هذه الحرب إلى رئيس خامس".
وكان ترامب حمّل، الخميس، بايدن المسؤولية عن التقدم العسكري لطالبان في أفغانستان، واصفاً الوضع الحالي بـ"غير المقبول"، إذ قال ترامب في بيان: "لو كنتُ رئيساً الآن، لأدرك العالم أنّ انسحابنا من أفغانستان مرهون بشروط".
وأضاف: "كان يمكن أن يكون الانسحاب مختلفاً وأكثر نجاحاً، وطالبان كانت تعلم ذلك أفضل من أي شخص آخر"، وتابع: "لقد أجريت محادثات شخصياً مع قادة من طالبان وهم فهموا أن ما يفعلونه اليوم لن يكون مقبولاً".
إمارة أفغانستان الإسلامية
من جهتها، كشفت حركة "طالبان" أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري