عزَّزت المصداقية التي يتحلى بها الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي، على مختلف الأصعدة، من قوة شراكته مع التحالف العربي، فيما يخص الجهود المشتركة نحو كبح الإرهاب الحوثي وإجهاض المشروع التدميري الذي تنفّذه المليشيات.
فعلى مدار الفترات الماضية، برهن الجنوب على شراكته الفاعلة مع التحالف العربي وانخرط في عمليات عسكرية صنعت الفارق وضيّقت الخناق بشكل ربما يكون غير مسبوق على المليشيات الحوثية الإرهابية.
وكان الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي، واضحًا منذ الوهلة الأولى بإعلانه أن الأولوية في المرحلة الحالية هي حسم الحرب على المليشيات الحوثية ودرء التهديدات التي تشكلها هذه الذراع الإيرانية، وذلك لحماية المنطقة بأكلمها وليس الجنوب فقط من هذه المخاطر.
ميدانيًّا، عبّر الجنوب عن ذلك من خلال عملياته العسكرية الأخيرة التي استعادت مديريات شبوة (بيحان والعين وعسيلان) من قبضة المليشيات الحوثية ثم امتد نطاق العمليات ليشمل مأرب بما خفف الحصار الذي كانت تفرضه المليشيات الحوثية على المحافظة منذ أشهر.
سياسيًّا، لا يفوِّت قيادات المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي فرصة إلا ويتم التأكيد على حجم الشراكة بين الجنوب والمجلس الانتقالي، وهي شراكة تراعي تحقيق الأمن القومي العربي.
مصداقية الانتقالي كانت سببًا رئيسيًّا ودافعًا حقيقيًّا نحو تعزيز علاقاته مع التحالف العربي الذي وجد على الأرض شريكًا قويًّا يخوض معركة نضال ضد الإرهاب الذي شكّلته المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
على النقيض من ذلك، كان تعامل الشرعية الإخوانية التي اتبعت سياسات المراوغة في علاقاتها مع التحالف وبالتحديد فيما يخص العمليات العسكرية، إذ تمارس أخطر صنوف التآمر وتعزف عن الانخراط في مواجهة حقيقية ضد الحوثيين.
الشرعية تعمل على التباكي المصطنع في محاولة للإدعاء بانخراطها في الحرب على الحوثيين، إذ تحدث قيادات إخوانية عن أن ما يُسمونه الجيش الوطني (مكون عسكري تابع للشرعية يضم تشكيلات من المليشيات الإخوانية) يقدم تضحيات بالآلاف في مواجهة الحوثيين، على الرغم من أنّ الشرعية لا تقاتل الحوثيين من الأساس.
التحايل الإخواني جعل صورة الشرعية في موقف بالغ السوء، وقد خرجت الكثير من الترجيحات أن الفترة المقبلة لا سيما في أعقاب عمليات تحرير شبوة والبطولات التي سطّرتها قوات العمالقة هناك ستغير قواعد اللعبة، ليس فقط بحجم الانتصارات لكن أيضًا لسرعة تحقيقها، فهذا الإنجاز قدّم دلالة كبيرة على أنّ الشرعية هي تعرقل مسار الحرب على المليشيات الحوثية.