الرئيسية > اخبار محلية > شعب الجنوب يحسم قراره بدوله الجنوب العربي

شعب الجنوب يحسم قراره بدوله الجنوب العربي

يدرك الجنوبيون قبل غيرهم أن تحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وقريباً مكيراس، لا يعني نهاية المعركة ولا الحرب. فالمواجهة مع أحزاب وجماعات دينية متطرفة تتخذ من الدين سلعة لتحقيق غاياتها السياسية والمالية، لا تزال مستمرة بأدوات جديدة ووجوه مختلفة.

 

الجنوبيون يعرفون أن المعركة ليست فقط دبابات وميادين، بل معركة وعي وإرادة، معركة بناء دولة تحترم الإنسان ولا تُختطف بإيديولوجيات مستوردة. فالتحرير العسكري خطوة أولى، أما التحرير السياسي والإداري والاقتصادي فمسار طويل يتطلب ثباتًا ورؤية ووحدة الصف.

 

وأمام شعب قرر أن يكون سيد قراره، ستسقط كل مشاريع التخريب والإرهاب والتضليل، وسيبقى الجنوب العربي مشروع دولة مستقلة، قوية، ذات سيادة، قادرة على حماية أرضها وبناء مستقبل أجيالها.

 

ندرك أن تحصين الجبهة الداخلية يقوم على الشراكة الحقيقية بين كل أبناء الجنوب، وعلى تجاوز الأنانية وحب الذات، فهذه هي القاعدة الصلبة التي سيستقيم عليها مشروع الدولة الجنوبية. تلك التنظيمات الإرهابية التي تحاول ضرب الجنوب من الداخل، قد تلجأ إلى شعارات مضللة وتزييف للوعي، لكنها بلا شك تعيش أنفاسها الأخيرة أمام وحدة الصف الجنوبي.

 

تحصين الجنوب بالوعي هو السلاح الأهم، والخطاب الإعلامي الواعي والمسؤول—دون التفرد بالقرار—هو الضمانة لحماية هذه الأرض ومشروعها الوطني. هذا الشعب ليس جمهورًا تابعًا، بل شريكاً في المصير، شريكاً في القدر المحتوم، شريكا في الحياة والموت.

 

الخطاب المسؤول هو القادر على تفنيد كل طرحٍ يروج له الخصوم. فتنظيم القاعدة الذي شن هجومه يوم أمس في حضرموت ضد القوات الجنوبية، استدعى معركة يكلا في رداع عام 2017م، رغم أن تلك المعركة وقعت قبل تأسيس القوات الجنوبية أصلاً. هذا التنظيم لم يستهدف الوجود الأمريكي في وادي حضرموت طوال أكثر من عشرين عامًا، فإذا كان لديه ثأر على الولايات المتحدة جراء ما حدث في يكلا، فلماذا لم ينفذه طوال هذه الفترة؟ الإجابة واضحة: المعركة ليست مع أمريكا، بل مع الجنوب.

 

الجنوب لا يحتاج إلى خطاب انفعالي، بل خطاب واثق من نفسه، شجاع، قوي، يقف على أرضية الحق، ولا شيء غير الحق. الجنوب لم يعتدِ على أي مصلحة إقليمية، ولم يرفع شعارات معادية لأي دولة، بل على العكس يتعامل مع كل الدول – رغم الخطاب المتطرف من بعضها تجاه الجنوب – باعتبارها حليفة في محاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار.

 

سيفتح الجنوب كل قنوات التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة بما يضمن مصالحه الوطنية والاستراتيجية، ويضمن استقرار المنطقة بأسرها.

■ صالح ابو عوذل