بمناسبة الذكرى (58) للاستقلال الوطني للجنوب العربي في الـ(30) نوفمبر، توافد أبناء محافظة المهرة بمختلف مديرياتها وصوب من أقصى الريف والقرى والصحارى إلى عاصمة محافظة المهرة – الغيضة – المدينة الساحرة بثروتها التاريخية وروح ثورية وعنفوان الصلابة والاستبسال.
ترجمت مهرجان جماهيري حاشد للطيف الشعبي لأبناء المهرة الذين رسموا لوحة تضامنية خالدة ووحدة الصف المهري بأروع صورها مؤكدين أن المهرة بوابة الجنوب الشرقية ستبقى في مقدمة الصفوف للنضال من أجل تحقيق استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة من المهرة إلى باب المندب جنبًا إلى جنب مع أحرار ورفقاء محافظة المهرة وقيادتهم اللواء الانتقالي الجنوبي بقيادة المناضل الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي.
إن احتفالات شعبنا الجنوبي بذكرى الاستقلال الـ30 من نوفمبر على طول وعرض الجنوب شكلت علامة فارقة في إظهار هوية الجنوب وإرث هذا الشعب المكافح في كل مراحله منذ انطلاقة ثورته التحررية المجيدة في الرابع عشر من أكتوبر عام 1963 ضد أعتى إمبراطورية استعمارية في العالم الإمبراطورية البريطانية الذي جثم على أرض الجنوب العربي أكثر من 129 عامًا كأطول مهمة استعمارية في العالم. وقد رفعت هذه الاحتفالات برسائل قوية للداخل والخارج، مفادها أن شعب الجنوب اليوم قد أقسم اليمين وعاهد شهداءه الميامين في النضال والكفاح من أجل استعادة دولته المستقلة ذات السيادة ورفع راية الاستقلال.
يا أبناء المهرة الأوفياء: لقد أثبتت المواقف والحقائق في كل مراحل النضال عن أصالة معدنكم وصلابة إرثكم التاريخي الأصيل كجزء لا يتجزأ من التراب والأرض الجنوبية العربية، ومواقفكم البطولية قد كتبت بأحرف من ذهب، فتألف اتحاده مهريو الأبيض ومهريو المهرة الذين سطروا المعالم الخالدة والمواقف النبيلة النجاحة على مدى العصور القديمة، وفي التاريخ الحاضر قد اسهمتم إسهامًا بالغًا في وضع هذا اليوم من خلال المشاركة الفاعلة في صنع وضع ثورة أكتوبر 1967م، فقد كان حضوركم في الثورة الأكتوبرية في كل مراحلها دليلًا آخر على جنوبية المهرة.
وما زلتم تستلهمون التاريخ المشرف والعبر من تلك المراحل وتحملون اليوم بكل فخر وكرامة مشاعل الآباء والوفاء والاستبسال.
وهنا يحمل بياننا الختامي لهذه الاحتفالية الآتي:
1- يجدد أبناء المهرة الثقة والولاء للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية على طريق التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.
2- يعبر أبناء المهرة عن الفخر والاعتزاز والعرفان للدور البطولي للقوات المسلحة الجنوبية في كل مراحل النضال وبمختلف الميادين واعتبارهم صمام أمان للمكتسبات والمنجزات المحققة، ودرع الدولة الجنوبية المستقلة.
3- يشد المشاركون كل أبناء المهرة قاطبة إلى الالتفاف لمواجهة الأصوات التي تروج للخارج السرب واعتبار المجلس الانتقالي الجنوبي سفينة الجنوب التي تبحر بشعبنا الجنوبي إلى بر الأمان والتحرير والاستقلال. كما يناشد الطيف الاجتماعي بمحافظة المهرة بمختلف مشاربه وانتماءاتهم السياسية إلى وحدة الصف ونبذ النزاعات والتباينات الضيقة التي تفرق ولا تجمع، ووضع مصلحة أبناء المحافظة فوق كل اعتبار، وتوحيد مدايبك التلاحم والتنسيق الاجتماعي الواحد.
4- إن المجلس الانتقالي الجنوبي يطمئن الأشقاء وخاصة دول الجوار بأنه سيكون عامل وشريك يعتمد عليه في تحقيق الأمن والاستقرار لمحافظة ولن يكون يومًا مصدر تهديد أو قلق أو تصدير بضرٍ بأمن واستقرار دول الجوار وسيضع مصلحة وازدهار شعب الجنوب العربي لهذه المنطقة أولويات لدولته الجنوبية العربية المستقلة انطلاقًا من روابط الدم والجوار والعروبة وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعقيدته السمحة.
5- عرفانًا بالجميل يشيد المجلس الانتقالي الجنوبي وشعب الجنوب العربي بالدعم والإسناد والمساعدة السخية المقدمة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تجلت في أروع صورها الصادقة في أصعب الظروف لنضال شعب الجنوب بلغت إلى الرفقاء، وقدمت بالدم والمواقف النبيلة والشجاعة التي يعبرها شعب الجنوب العربي تاجًا على رأس كل جنوبي يجسد عمق الأصالة والإرث العربي الناصع البياض لهذا الشعب وقادته الحكماء.
6- و على صعيد التطورات الجارية، إذ نبارك بسط السيطرة الجنوبية التامة على كافة تراب الجنوب لتحقيق مشروع وعودة الحق الأولي لأبناء الجنوب في استلام مناطقهم وتمكينهم بإدارتها.
يا أبناء المهرة الأحرار:
إننا في هذه الأيام نعيش مرحلة مفصلية تتطلب منا جميعًا تطبيع الحياة وتوحيد الصف والحفاظ على المهرة أرضًا وإنسانًا، وعدم الانجرار خلف الأصوات النشاز، وإن كل أبناء المهرة سواسية في الحقوق والواجبات ويطمئن شعبنا المهري بأن المهرة ستظل آمنة مستقرة تحت شعار المهرة أولًا.
والكل شريك في البناء والتنمية والمشاركة المجتمعية لكل أبناء المهرة بكافة مكوناتهم وأطيافهم ومشاربهم، والبدء بصفحة اليوم البيضاء واشراقها الكل، وتمكين أبناء المهرة من حكم أنفسهم في ظل الدولة الجنوبية الفيدرالية.
