حققت شركة "يمن موبايل للهاتف النقال"، الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، أعلى إيرادات في تاريخها خلال عام 2024، حيث بلغ إجمالي دخلها 298.9 مليار ريال يمني، مسجلة نموًا بنسبة 15.03 % مقارنة بالعام 2023، وفقًا للتقرير السنوي الصادر عن الشركة، ما يكشف جانبًا من الإيرادات المهولة التي تتحصلها مليشيا الحوثي من قطاع الاتصالات.
وأوضح التقرير أن 99.85 % من الإيرادات جاءت من الأنشطة التشغيلية الرئيسية، وهو ما يعكس استمرار استحواذ الحوثيين على هذه الإيرادات واستخدامهم تلك الأموال في تمويل العمليات العسكرية، سواء في الداخل اليمني، أو لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.
ووفق البيانات، بلغت مصروفات الشركة قبل استقطاع ما تسمى الزكاة والضرائب 246.5 مليار ريال بزيادة 30.02 % عن العام السابق، فيما خصصت الشركة 193 مليون ريال كمكافآت ومخصصات لأعضاء مجلس الإدارة البالغ عددهم 11 عضوًا، منها 101.1 مليون ريال بدل جلسات و91.8 مليون ريال كمكافأة سنوية.
وكان فريق خبراء الأمم المتحدة أكد في تقاريره الأخيرة لمجلس الأمن، أن قطاع الاتصالات يمثل أحد المصادر الأساسية لتمويل الحوثيين.
ويرى محللون اقتصاديون أن هذه الأرقام تكشف عن استفادة المليشيا الحوثية من البنية التحتية الوطنية للاتصالات كمورد مالي مستدام، في وقت يتواصل حرمان مئات الآلاف من الموظفين والمتقاعدين من رواتبهم، وتحويل عوائد القطاع إلى مشاريع خاصة وشراء العقارات لصالح قيادات المليشيا، بما يرسخ اقتصاد الحرب على حساب الخدمات العامة والتنمية.