كشفت صحيفة الشرق الأوسط عن حملة حوثية ممنهجة لمنع المبادرات الخيرية من تقديم الدعم العيني أو المادي لطلاب المدارس الحكومية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها.
وبحسب ما نقلته الصحيفة شنت مليشيا الحوثي منذ مطلع الأسبوع حملة مباغتة عبر ما يسمى "المجلس الأعلى لتنسيق الأعمال الإنسانية" و"هيئة الزكاة" بالتعاون مع مكاتب التعليم ومشرفي الأحياء، استهدفت خلالها ثماني مبادرات تطوعية كانت توزع مستلزمات مدرسية ومعونات نقدية لمئات الطلاب في أحياء مديريات بني الحارث ومعين والصافية.
وأسفرت الحملة عن مصادرة كميات كبيرة من الحقائب والأقلام والدفاتر والزي المدرسي، بالإضافة إلى مبالغ مالية مخصصة كرسوم تسجيل للطلبة الفقراء؛ كما تم اعتقال عدد من المتطوعين الشباب وإيداعهم السجون، واتهامهم بمزاولة أنشطة "محظورة" لا تخضع للرقابة.
وأشار أعضاء في فرق تطوعية تحدثوا للصحيفة إلى تعرضهم لملاحقات ومضايقات مستمرة، مؤكدين أن الحوثيين يمنعون أي نشاط إنساني مستقل لا يتم تحت إشرافهم، حتى لو كان هدفه دعم التعليم في ظل تفاقم الأزمة المعيشية.
وتزامن ذلك مع بدء العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة المليشيا، وسط شكاوى متصاعدة من أولياء الأمور بشأن فرض رسوم دراسية جديدة في المدارس الحكومية تصل إلى 9 آلاف ريال، في وقت حذرت فيه منظمة اليونيسف من وجود 3.7 ملايين طفل يمني خارج التعليم، نتيجة انهيار المنظومة التعليمية وتوقف رواتب المعلمين منذ 2016.