نقلت وكالة "فرانس برس" عن نشطاء مسلمين من إقليم تيغراي الإثيوبي، خطاباتهم ورسائلهم التي وجهوها للجمهور العربي بمواقع التواصل الاجتماعي، لكسبه إلى صفهم بنزاعهم مع الحكومة الإثيوبية.
وأشارت "فرانس برس" إلى أن "صفحات وحسابات باللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي لناشطين مؤيدين لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي" التي تخوض حربا ضد قوات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، ساهمت في توسيع دائرة اهتمام العرب بالحرب هناك، وفي جعل عشرات آلاف العرب يتابعون الصراع الإفريقي الدائر على بعد آلاف الكيلومترات عنهم، بأعماق الهضبة الحبشية"، بعد أن "كانت المنشورات العربية عن إثيوبيا تكاد تنحصر في السنوات الماضية بحسابات وصفحات مصرية وسودانية، مدفوعة بالقلق الذي يشكله مشروع سد النهضة الإثيوبي على هذين البلدين"، بحسب "فرانس برس".
ونقلت الوكالة عن مصطفى حبشي (اسم مستعار)، وهو ناشط من إقليم "تيغراي" يُحسن اللغة العربية، قوله: "معرفتنا باللغة العربية وثقافتنا الإسلاميّة تساعداننا على مخاطبة العالم العربي والإسلامي حول قضية شعبنا"، لافتة إلى أن "هذا الناشط الثلاثيني في "فيسبوك" و"تويتر" ينشر أخبارا وصورا ومقاطع مصورة عن سير المعارك أو عن الحالة الإنسانيّة المتردية في الإقليم، وتستضيفه أحيانا محطات تلفزيونية عربية أو دولية ناطقة بالعربية ليتحدث عن النزاع".
وأوضحت "فرانس برس" أنه "على وقع المعارك الضارية التي بدأت في نوفمبر 2020 مع حملة عسكرية واسعة النطاق شنها أبي أحمد على الإقليم، حصدت منشورات تتضمن كلمة "إثيوبيا" باللغة العربية في "فيسبوك" نحو سبعين مليون تفاعل، بحسب ما أظهرت بيانات موقع "كراود تانغل" المتخصص في تحليل شبكات التواصل، في حين بلغ عدد التفاعلات في العام السابق أقل من أربعين مليونا (نوفمبر 2019- نوفمبر 2020) كان معظمها في يوليو 2020، أي بالتزامن مع إعلان أديس أبابا إنهاء المرحلة الأولى من ملء سد النهضة وما أثاره من ردود فعل.
وفي تعليقه على شريط فيديو بالعربية بثته قناة "Weyani Digital media"، وهي قناة على الإنترنت مؤيدة لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي"، كتب أحمد المهب على "تويتر"، "شكراً لكم على هذه الحلقة باللغة العربية التي جعلتنا نفهم ماذا يجري في إثيوبيا وفي تيغراي بصفة خاصة"، كما تتضمن المنشورات إجمالا استشهادات شائعة في الثقافة العربيّة والمفردات الإسلامية.
ولفتت "فرانس برس" إلى أن "حسابات "تيغراوية" تندد بما تقول إنه تدخل لدول عربية وإسلامية وإفريقية الى جانب حكومة أبي أحمد، وتدعو العرب والمسلمين لنصرة الإقليم، مستخدمة آية أوردها القرآن على لسان أصحاب النبي داوود، أثناء حربهم ضد عدوّ يفوقهم عددا، وفيها": "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".
هذا وأيد حساب "تيغراي بالعربي" الرواية الرسمية لقادة الإقليم حول الانسحاب "التكتيكي"، قائلا: "الانسحاب التكتيكي ليس هزيمة وليس نهاية الحرب..إن كنت لا تعلم ذلك، ننصحك أن تقرأ عن الصحابي خالد بن الوليد"، حيث جذب هذا الحساب نحو أربعين ألف متابع في "تويتر" خلال الأِشهر الماضية، إذ يقدم القيمون عليه أنفسهم على أنهم "تيغراويون مسلمون مقيمون في الخارج"، وهم يتولّون نشر ترجمات لتصريحات قادة الإقليم وأخبار ميدانية وردود على الإعلام الرسمي أو على نشطاء مؤيدين لآبي أحمد، ويدعمون منشوراتهم باقتباسات عربية مختلفة، بينها مثلا للكاتب المصري الراحل مصطفى محمود عن "الصراع بين أهل الحقّ وأهل الباطل".
بحسب "فرانس برس"، فإن المسلمين لا يشكلون أكثر من 5% من عموم التيغراويين البالغ عددهم في إثيوبيا نحو سبعة ملايين، والذين يدين معظمهم بالمسيحية الأرثوذكسيّة.
ومن جانبها، قالت الناشطة سعاد عبده محمد للوكالة: "هناك من يقول إن معظم التيغراويين مسيحيون، فلِمَ نحمل نحن التيغراويين المسلمين، قضيتهم للعالم؟" وتجيب الناشطة المتخصصة في التربية وفي الشريعة الإسلامية: "التيغراي هم أهلي وعشيرتي، أما الدين فحسابه عند الله".
وتحت "هاشتاغ": "أوقفوا قصف تيغراي"، قال ناشط مسلم من الإقليم قبل أشهر عبر مقطع فيديو في "يوتيوب": "حمت هذه المنطقة الإسلام، ولها الفضل في أنني أنا مسلم الآن"، ثم خاطب مسلمي العالم باللغة الإنكليزية قائلا: "مثلما كنتم بحاجة لهذه المنطقة في الماضي، الآن هذه المنطقة بحاجة لكم"، بحسب "فرانس برس".