رغم الشعارات التي ترفعها مليشيا الحوثي في صنعاء والدعوات المتكررة عبر منابرها إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية و"الإسرائيلية"، بزعم مناصرة القضية الفلسطينية، فوجئ مواطنون بحملة دعائية واسعة في شوارع العاصمة تروّج لمنتج حليب "نيدو" التابع لشركة "نستله" (Nestlé)، وهي من أكبر الشركات العالمية الداعمة للكيان الصهيوني.
وتداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مرئيًا يظهر لوحات إعلانية ضخمة نصبتها المليشيا الحوثية في عدد من شوارع صنعاء، تروّج لمنتجات شركة نستله، وفي مقدمتها "نيدو"، ما اعتبروه تجليًا صارخًا لتناقض المليشيا بين الشعارات والخطاب الإعلامي من جهة، والممارسات الفعلية على الأرض من جهة أخرى.
وتُعد شركة نستله من أبرز الداعمين الاقتصاديين للكيان الصهيوني، إذ بدأت استثماراتها المباشرة في "إسرائيل" منذ عام 1995 من خلال شراكة مع شركة "أوسم" (Osem) الإسرائيلية لصناعة الأغذية، لتستحوذ عليها بالكامل لاحقًا.
وتقيم شركة "أوسم" الإسرائيلية مصانع على أراضٍ فلسطينية خضعت للتطهير العرقي، من بينها مصنع "يوخانيم"، الذي استحوذت عليه عام 1974، ومصنع "سيديروت" عام 1981م، ومصنع "بونجور" الذي تأسس عام 1986م.
وتشمل العلامات التجارية التابعة لشركة نستله العديد من المنتجات المنتشرة في السوق اليمنية، منها: نيدو، كيت كات، نيسكافيه، ماجي، كورن فليكس، شوكولاتة أيرو، نسكويك، فتنيس، فريسكيس، كوالتي ستريت، سمارتيز، فليكس، بيور لايف، وموفنبيك.
ويرى مراقبون أن رفع مليشيا الحوثي لشعارات المقاطعة في خطبها وخطابها الإعلامي، يقابلها تطبيع اقتصادي عملي مع شركات كبرى داعمة للكيان الصهيوني، مما يعكس تناقضها ويؤكد أن استخدامها للقضية الفلسطينية لا يتجاوز حدود الاستهلاك الدعائي والتوظيف السياسي.