في تطور يكشف خفايا التصعيد في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة أن الاتفاق الأخير لوقف الهجمات على سفن الشحن التجارية لم يُبرم مع مليشيا الحوثي مباشرة، بل تم التوصل إليه عبر مفاوضات غير معلنة مع النظام الإيراني، بوساطة سلطنة عمان.
وفي تصريح رسمي خلال مؤتمر صحفي، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن لم تبرم أي اتفاق مع الحوثيين، واصفة إياهم بـ"جماعة إرهابية"، ومشددة على أن القناة الوحيدة التي تمت عبرها التفاهمات هي إيران، مما يعني أن طهران هي من تمسك بخيوط التصعيد والتهدئة في هذا الملف.
هذا التصريح جاء ردًا على سؤال وجهته مديرة مكتب قناة العربية في واشنطن، ناديا البلبيسي، حول نفي الحوثيين توقيعهم أي اتفاق مع الولايات المتحدة. وكانت الجماعة قد ادعت أن لا صلة لها بأي تفاهمات، وهو ما نفته واشنطن بشكل قاطع.
في المقابل، أكد النظام الإيراني الرواية الأمريكية، حيث أوردت وسائل إعلام إيرانية، بينها موقع أمواج ميديا، تصريحات على لسان مصدر مسؤول في طهران، قال فيها إن إيران لعبت "دورًا إيجابيًا" في التوصل إلى اتفاق لوقف الهجمات في البحر الأحمر، مرحبًا بالنتائج التي تمخض عنها التواصل مع الجانب الأمريكي.
هذه التصريحات تُعري الخطاب الحوثي الذي دأب على ربط هجماته على الملاحة الدولية بـ"نصرة غزة"، في حين تؤكد المعطيات أن تلك العمليات كانت ورقة تفاوضية في يد إيران خلال مباحثاتها النووية مع الغرب، بحسب مراقبين.
وكانت سلطنة عمان قد أعلنت، يوم الثلاثاء، توصلها إلى اتفاق يقضي بوقف الغارات الأمريكية على الحوثيين في اليمن، مقابل وقف هجمات الجماعة على السفن التجارية في البحر الأحمر، ما يؤكد أن الميدان اليمني لا يزال ساحة مفتوحة لصراعات إقليمية تتجاوز حدود البلد.
جاء ذلك بعد إعلان مفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، أكد فيه أن الولايات المتحدة ستوقف الضربات الجوية فورًا ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن الجماعة أبلغت واشنطن بأنها "لا ترغب في القتال بعد الآن".
وقال ترامب في تصريحاته: "الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة"، مضيفًا: "أقبل كلمتهم وقررنا وقف القصف فورًا".