كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، برفقة وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي (ويشار إلى اسمه أيضًا بصيغة "زامير")، أشرفوا بشكل مباشر على تنفيذ الهجوم العسكري الذي استهدف مواقع في مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
وأوضحت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية راقبت سير العملية دقيقة بدقيقة من داخل غرفة العمليات الرئيسية في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، وهو ما يعكس حجم الجدية والتركيز الاستراتيجي الذي توليه إسرائيل لتلك العمليات العسكرية خارج حدودها المباشرة.
وأشارت التقارير إلى أن هذا النوع من العمليات لا يتم دون موافقة وتوجيه من أعلى المستويات السياسية والعسكرية، مشيرةً إلى أن هذا الإشراف المركزي يُعد دليلًا على تصاعد مستوى الانخراط الإسرائيلي في ما تصفه تل أبيب بـ"مواجهة النفوذ الإيراني في العمق العربي"، وخاصة عبر المليشيات الحوثية المتحالفة مع طهران.
ويأتي هذا التصعيد في ظل حالة التوتر المتزايدة في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب ، حيث اعتبر محللون عسكريون وسياسيون أن إسرائيل تسعى إلى إرسال رسالة قوية لكل الأطراف المعنية، مفادها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد محتمل لأمنها القومي، سواء من خلال الصواريخ الباليستية أو الطائرات المُسيَّرة التي تطلق أحيانًا من الأراضي اليمنية باتجاه المدن الجنوبية في إسرائيل.
وأثار الهجوم قلقًا دوليًّا واسعًا، خاصة من جانب المنظمات الإنسانية والدول التي تمتلك مصالح استراتيجية في المنطقة، إذ حذَّرت عدة جهات من أن التصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني وزيادة تعقيد المشهد الجيوسياسي في منطقة حيوية تمر بها نسبة كبيرة من التجارة العالمية.
ويتساءل المراقبون الآن عن مدى تأثير هذه الخطوة الإسرائيلية على مستقبل التوازنات الإقليمية، وهل ستؤدي إلى اندلاع مواجهة أوسع في البحر الأحمر، أم أنها مجرد حلقة ضمن سلسلة عمليات استباقية تخطط لها إسرائيل في إطار استراتيجيتها الجديدة تجاه التهديدات المتنامية في الشرق الأوسط.