في جريمة صادمة تفضح عنصرية مليشيا الحوثي واستهانتها الصريحة بالقانون، تواصل المليشيا تعطيل تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق "عبدالله شرف المتوكل" المُدان بقتل الطبيب الشاب "جمعان السامعي" داخل مستشفى معبر التعليمي في ذمار، منذ أكثر من تسعة أشهر، بذريعة انتمائه لما يُسمى "آل البيت".
ورغم الحكم القضائي الصادر عن المحكمة الجزائية الابتدائية بذمار بالإعدام قصاصاً وتعزيراً، إضافة إلى إلزام الجاني بدفع ثلاثين مليون ريال تعويضاً ومصادرة السلاح المستخدم، يرفض "مهدي المشاط" رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى التوقيع على قرار التنفيذ، فيما نقل موظفون من مكتبه لأسرة الضحية رسالة مفادها: "لن نعدم المتوكل لأنه من آل البيت، وعليكم القبول بالدية".
وتعود وقائع الجريمة إلى 24 سبتمبر 2023 حين أقدم الجاني على قتل الطبيب السامعي - طالب الامتياز بكلية الطب بجامعة ذمار - داخل المستشفى أثناء مناوبته الليلية، بعد أن رفض صرف وصفة لدواء محظور، ليطلق عليه المتوكل رصاصة في صدره عقب تهجم عنصري ومناطقي فاضح.
النيابة طالبت بتنفيذ الحكم في ساحة المستشفى ليكون رادعاً عاماً، لكن الحوثيين قابلوا المطالب الشعبية والحقوقية بالرفض والقمع، ما فجّر موجة احتجاجات في مدينة ذمار، قابلها المسلحون الحوثيون بالقمع والاعتداءات.
الضحية وهو الأخ الأكبر لأسرته والمنحدر من منطقة "شريع" بمديرية سامع في تعز، كان على وشك إنهاء سنة الامتياز بعد شهرين فقط، فيما كان والده المغترب يستعد للعودة من السعودية بعد سنوات من الكدح، ليصطدم بأبشع مظاهر العنصرية والظلم.
وتعكس هذه الجريمة المفجعة حجم الانهيار العدلي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يُمنح الجناة من فئة "آل البيت" حصانة غير معلنة، في تحدٍ سافر لكل مفاهيم العدالة، بما يقوّض الثقة بالقضاء ويهدد ما تبقى من نسيج اجتماعي في بلد أنهكته الحرب والتمييز والانتهاكات.