تحت الضربات الأمريكية، بدأت مليشيات الحوثي مواجهة مخاوفها المتمثلة في التعرض لعملية عسكرية قاصمة، وتتحصن في المعقل القديم. ونقل موقع “ديفانس لاين” الذي يصف نفسه بـ”المستقل”، عن مصادر لم يكشف عن هويتها، إن مليشيات الحوثي قامت خلال السنوات الماضية، بإنشاء عدد كبير من القواعد والمقار العسكرية والمرافق اللوجستية في مناطق مختلفة من محافظة صعدة؛ معقلها الذي خرجت منه لتهديد اليمن، وجوارها.
كما أعادت تأهيل وتطوير بنيتها القديمة، ونقلت أصولها وتقنياتها الحربية المتطورة إلى هذه المناطق، وفق المصادر ذاتها.
مناطق محظورة
في هذا الإطار، حولت مليشيات الحوثي، مديرية كتاف- البقع، وهي أكبر مديريات محافظة صعدة جغرافيا وتقع غربي المحافظة، كغيرها من غالبية وأهم المناطق في المحافظة وجبالها الاستراتيجية ومواقعها الحاكمة، إلى مناطق عسكرية محظورة ومركزا لإدارة حروبها وتنفيذ عملياتها داخل وخارج الحدود اليمنية.
ويقع في المديرية، أحد أكبر مجمعات القواعد والمنشآت العسكرية الحوثية. خصوصا في المناطق الجبلية التي تقع إلى الجهة الغربية والشمالية الغربية، وهي مرتفعات واسعة قريبة من حدود مديرية الصفراء جنوبا وغربا وتمتد إلى الحدود مع السعودية شمالا، وفق “ديفانس لاين”. وبصفة عامة، تفيد معلومات الموقع ذاته بأن مليشيات الحوثي استنفرت جهودها خلال الأشهر الماضية لتسريع الأعمال الإنشائية في المقار والمخابئ العسكرية في صعدة وجوارها.
ويقول سكان محليون إن الانفجارات الناتجة عن أعمال الحفر تصاعدت بصورة شبه يومية، فيما وجهت المليشيات معدات حفر ثقيلة وناقلات كبيرة إلى مناطق المجمعات العسكرية.
3 قواعد عسكرية
واستنادا إلى مصادر وصور وثقتها الأقمار الصناعية، خلص الموقع إلى وجود 3 قواعد عسكرية رئيسية على الأقل، في المرتفعات الجبلية التابعة لمنطقة آل مقبل، التي تتصل بمنطقة “العصايد” شمالا وتقع إلى الجنوب من الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة وكتاف- البقع.
طبيعة تضاريس المنطقة جعلتها منطقة مثالية لاستخدامها عسكريا، إذ إنها جبلية ووعرة وغير مأهولة بالسكان، وسهلة الإغلاق والتحكم والتأمين عبر نقاط تفتيش ونقاط مراقبة وبوابات رئيسية للدخول والخروج.
كما توضح صور الأقمار الصناعية، أن تلك المنطقة تضم مخازن تحت الأرض ومخابئ أسفل الجبال تضم مرافق لوجستية ومراكز قيادة وسيطرة، وتخزين صواريخ باليستية وورش تجميع وتصنيع، وتتمركز فيها مراكز اتصالات رئيسية وأنظمة توجيه وأسلحة وذخائر دفاع جوي ورادارات.
وفي وقت سابق، قالت مصادر إن مليشيات الحوثي شددت من الإجراءات الأمنية لقياداتها.
وتضمنت الإجراءات الحوثية كذلك عدم وجود قيادات الصف الثاني أو تلك المحسوبة على زعيم المليشيات في المؤسسات التي يشغلون بها مناصب تنفيذية داخل صنعاء أو في المحافظات. وأشارت المصادر إلى نقل المليشيات عددا من الخبراء من حزب الله وآخرين إيرانيين إلى صعدة التي تعتبرها أكثر أمنا لوجود عدد كبير من الكهوف الجبلية التي تم تجهيزها منذ سنوات لتكون مقرات عسكرية وأمنية ومراكز قيادة مؤقتة في حالات الطوارئ.
لكن الأشهر الماضية حملت خبرا سيئا لتحصينات الحوثي الجديدة في صعدة، إذ كانت هذه المنشآت والمخابئ هدفا للضربات الأمريكية والبريطانية، واستهدفتها قنابل قاذفة الشبح الأمريكية (B-2 Spirit) في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال الغارات الأمريكية في مارس/آذار الجاري، تصدرت محافظتا صعدة والحديدة قائمة المناطق التي تعرضت للضربات، إذ تعرضتا لثلثي الغارات التي تجاوز عددها 141 غارة