لا يمكن لشخص دائم الجدل، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، أن يلقي خطابا عاديا يمرّ على وسائل الإعلام مرور الكرام، فالخطاب الأطول في تاريخ الكونغرس، حفل بالعديد من المفارقات والأرقام، أبرزها ذكره لسلفه، جو بايدن، 12 مرة، وصفه في واحدة منها بأنه “أسوأ رئيس لأمريكا”.
وخلال ساعة وأربعين دقيقة، كسر ترامب الرقم القياسي لأطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أمريكي في أثناء جلسة مشتركة للكونغرس، متفوّقاً على الرئيس الديمقراطي الأسبق، بيل كلينتون، في خطابه عن حالة الاتحاد عام ألفين. ورغم أن خطاب ترامب كان الأطول على الإطلاق، إلا أنه تضمّن عدد كلمات أقل من خطابات لرؤساء سابقين.
ففي خطاب مكتوب، عام 1981، ألقى الرئيس الأسبق جيمي كارتر خطاباً تضمن عدداً قياسياً من الكلمات بلغ 33667 كلمة، فيما تشير الأرقام الأولية من مشروع الرئاسة الأمريكية، إلى أن خطاب ترامب بلغ إجمالي كلماته 9831 كلمة، بحسب الإذاعة الوطنية العامة.
في الخطاب شبّه ترامب نفسه بجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، وزعم أن الكثيرين يعتقدون أن بدايته فترة ولايته “هي الأكثر نجاحاً في تاريخ الولايات المتحدة”، لافتاً إلى أنه تغير في المزاج الوطني نحو “الفخر والثقة”.
أما الأجواء أمام المنصة التي ألقى عليها ترامب خطابه، فلم تكن أقل حدة، فإن كان الجمهوريون صفقوا في كثير من مقاطع الخطاب “الأكثر طرباً لهم”، فقد أطلق الديمقراطيون صيحات الاستهجان أكثر من مرة، وفي إحداها طُرد النائب المخضرم عن ولاية تكساس آل غرين، فيما رُفعت عشرات اللافتات الصغيرة التي كتب عليها “كاذب” و”أكاذيب”.
وقال ترامب مخاطباً ماسك بعد أن وقف الأخير وسط تصفيق المشرّعين الجمهوريين “شكراً لك إيلون، إنّه يعمل بجدّ. شكراً جزيلاً لك، نحن نثّمن ذلك”، ليعلو الهتاف والتصفيق الحار من الجمهوريين، بينما رفع الديمقراطيون لافتات احتجاجية تحمل عبارات مثل “ماسك يسرق