توثق العديد من التقارير والبيانات حجم الأزمات والأعباء المعيشية المروعة الناجمة عن الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية والتي من المتوقع أن تُسجل المزيد من التفاقم.
ففي تقرير خطير، حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" من أن أكثر من 17 مليون شخص سيواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي خلال شهر فبراير الجاري، مشيرة إلى عوامل متعددة تساهم في تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
المنظمة قالت إنَّ هناك عوامل تهدد الأمن الغذائي في البلاد، بينها تدهور الوضع الاقتصادي، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار الوقود، بالإضافة إلى القيود المالية الناجمة عن الأزمة المستمرة، وتصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، وحظر استيراد دقيق القمح من قبل المليشيات.
الفاو أضافت أن هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى تدهور حاد في الأوضاع المعيشية للسكان، وتزيد من صعوبة حصولهم على الغذاء الأساسي، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة تصنف الأزمة الإنسانية في البلاد بأنها الأسوأ في العالم، حيث يواجه الملايين من السكان خطر المجاعة، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
تكشف هذه البيانات الدولية والأممية حجم الأزمات المعيشية المروعة التي تفتك بالسكان من جراء إطالة أمد الحرب، وهو ما يمثل أجندة مشبوهة تثيرها المليشيات الحوثية والإخوانية.
ويدفع تفاقم الأزمات المعيشية وحجم الاحتياجات الإنسانية، نحو حتمية العمل على تكثيف نطاق التدخلات الإنسانية على صعيد واسع.
وباتت الحاجة ملحة نحو حتمية العمل على توفير المساعدات بالقدر المناسب، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
