بيان أمني مهم اصدرته إدارة أمن العاصمة عدن، في خضم مرحلة عاصفة بالتحديات التي تحيط بالجنوب من جراء توالي الأزمات التي يعاني منها المواطنون، في حين تظل النقطة الفارقة هي الوقوف بين نقطة تلبية المطالب ومرحلة الفوضى.
إدارة أمن العاصمة عدن تعي طبيعة المرحلة وخطورتها وأهمية العمل على حماية الاستقرار وتفويت الفرصة أمام أي محاولة لإثارة الفوضى في أرجاء الوطن.
البيان قال إنه في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها عدن، يعاني الجميع من تردي الخدمات وارتفاع تكاليف المعيشة، ورجال الأمن ليسوا استثناءً.
وأضاف: "رجال الأمن هم أبناء هذا الوطن، يعانون مثل أي مواطن آخر، لكنهم رغم ذلك يقفون في الميدان، يتحملون المسؤولية في ظروف صعبة لضمان الأمن والاستقرار وهو مايهم الجميع وليس رجل الأمن فقط".
وتابع: "رجل الأمن مواطن قبل أن يكون مسؤولًا رجال الأمن والمرور يعيشون نفس الضغوط اليومية، ويتعاملون مع نفس الأزمات التي يواجهها أي مواطن في عدن. ومع ذلك، فهم مطالبون بأداء واجبهم، أحيانًا بموارد محدودة، وسط تحديات أمنية واقتصادية صعبة".
وذكر البيان: "الأمن والاستقرار لا يعنيان التخلي عن الحقوق الاحتجاج على الأوضاع حق مكفول، لكن الفوضى والاعتداء على رجال الأمن لن تحل المشكلة، بل ستزيد من معاناة الجميع".
وأشارت إدارة أمن عدن، إلى أنه عندما تُستهدف الأجهزة الأمنية، أو المصالح العامة والخاصة يتضرر المواطن أولًا، لأن الأمن هو الضامن لحياة مستقرة وآمنة.
وتابعت: "السلام ثقافة والوعي هو الأساس التعامل مع رجال الأمن بروح التعاون والاحترام يعكس وعي المجتمع، كما أن رجل الأمن مطالب أيضًا بأن يكون قريبًا من الناس، يسمع لهم ويؤدي واجبه بمسؤولية".
وشددت على أن الأمن لا يتحقق بالقوة فقط، بل بالوعي المتبادل بين رجل الأمن والمواطن، وقالت: " كيف نبلغ عن أي ملاحظات على رجال الأمن؟ إذا كان هناك تجاوزات أو أخطاء".
ولفتت إلى أن هناك طرق رسمية لتقديم الشكاوى بدلاً من التحريض والإساءة لرجال الأمن أو التصادم المباشر معهم، وقالت إن التغيير الحقيقي يأتي بالحوار والتعاون وليس بالمواجهة التي قد تستغلها أطراف لا تريد الخير للمدينة.
البيان الأمني يحمل رسائل قوية من إدارة أمن عدن، حول احترام رغبات وتطلعات الجنوبيين نحو تحقيق تطلعاتهم لكن من دون المساس بحالة الأمن والاستقرار بأي حال من الأحوال.
وتولي القيادة الجنوبية اهتمامًا كبيرًا بالعمل على تطلعات الجنوبيين، وتفتح الباب أمام التعبير السلمي عن حجم غضبهم من جراء تفاقم الأزمات التي يعاني منها الشعب.
لكن المحافظة على حالة الأمن والاستقرار في الجنوب وإفشال أي مخططات لتحويل الغضب الشعبي إلى فوضى، تظل خطوة بالغة الأهمية لحماية الجنوب من أي تهديدات يتعرض لها.