في إطار الجهود الأمريكية المستمرة لحل الأزمة اليمنية، قام المبعوث الخاص تيم ليندركينغ بزيارة إلى جيبوتي مؤخرا حيث تأتي هذه الزيارة في وقت حاسم في ظل تواجد بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن (UNVIM) في تلك المنطقة، مما يسلط الضوء على أهمية هذه المهمة في تعزيز الأمن البحري.
وأوضح ليندركينغ في تصريحات نقلتها صحيفة الجاريان البريطانية، أن الهدف من الزيارة هو تعزيز الدعم الدولي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أكبر في اعتراض السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون حيث تعتبر هذه الخطوة جزءا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تقويض نفوذ الحوثيين المدعومين من إيران.
كما أشار المبعوث الأمريكي إلى أن هناك دراسة لإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهو ما قد ينعكس سلبا على جهود المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات داخل المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعة.. وشدد على قيام بعثة الأمم المتحدة بفحص السفن بحثا عن الأسلحة التي قد تستخدمها المليشيات الحوثية.
وأضاف ليندركينغ أنه يسعى إلى تحسين فعالية تفويض البعثة مما يستدعي مناقشات حول كيفية تعزيز صلاحياتها لمنع وصول الأسلحة للحوثيين…وفي سياق ذلك أعرب عن قلقه من التقارير التي تشير إلى احتمال تقديم روسيا دعما عسكريًا للحوثيين، مما قد يزيد من فعالية الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد الشحن التجاري في البحر الأحمر.
ولفت ليندركينغ إلى عدم امتلاك قوات الأمم المتحدة للموارد اللازمة أو التفويض لإجراء عمليات اعتراض، مؤكدا على أهمية التعاون مع الشركاء لتعديل هذا التفويض…كما شدد على ضرورة سد الثغرات الحالية، وهو ما يتطلب تغييرا في الاستراتيجية والتركيز على أساليب جديدة.
كما نوه إلى أن الحوثيين مستمرون في تلقي الدعم من إيران، مما يمكنهم من الحفاظ على وتيرة عالية من الهجمات على الشحن…وأوضح أن الضغوط العسكرية على الحوثيين قد أجبرتهم على توخي الحذر في تحركاتهم وتغيير أساليب اتصالاتهم.
وفي ختام تصريحاته، أعرب ليندركينغ عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن الحوثيين وروسيا قد يكونوا يتفاوضون على صفقات أسلحة، محذرا من أن هذا التعاون المحتمل قد يغير قواعد اللعبة في الصراع، مما يعزز قدرة الحوثيين على استهداف السفن في البحر الأحمر.
وأضاف: “بينما يخطئ الحوثيون في كثير من الأحيان، فإن قدرتهم على إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ والطائرات بدون طيار تبقى مصدر تهديد كبير”.
وكان محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، قد حذر في وقت سابق من استمرار تدفق الأسلحة والأموال الإيرانية إلى الحوثيين عبر ميناء الحديدة.
وقال طاهر، إن الدول الغربية تعتبر شريكا في الأمر، بسبب تهاونها سابقا تجاه استغلال الحوثيين للميناء. مشيرا إلى غياب عمليات التفتيش من قِبَل فرق الأمم المتحدة والتحالف في ميناء الحديدة الرئيسي.
وأكد إن سفنا إيرانية محملة بالأسلحة عادت خلال الآونة الماضية للتدفق بشكل بالغ الخطورة إلى ميناء الحديدة، بالإضافة إلى تدفق الأسلحة الإيرانية عبر شبكات تهريب تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني لإيصالها إلى مناطق الحوثيين في اليمن