الرئيسية > اخبار المهرة > اتهامات إخوانية للسعودية بتحريك عناصر متطرفة في المهرة

اتهامات إخوانية للسعودية بتحريك عناصر متطرفة في المهرة

تتعرّض أي تحرّكات سياسية أو أمنية سعودية في محافظة المهرة، والتي غالبا ما تكون تحت عنوان دعم سلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا هناك، لحملات فورية من قبل قوى عرفت بمناهضتها الشديدة لأي نفوذ للمملكة في المحافظة التي توصف بأنها أصبحت “محجوزة” لنفوذ سلطنة عمان المجاورة والتي تربطها بشرائح واسعة من سكانها وشائج اجتماعية وقَبلية، وبادرت بشكل مبكّر إلى ربط علاقات متينة مع وجهائها وسياسييها حتّى أنها منحت بعضهم جنسيتها.

 

ويشارك في الحملات ضدّ الرياض بشكل أساسي فرع جماعة الإخوان المسلمين في المهرة، والذي يعتبر أعلى صوتا في انتقاد السعودية والتعبير الصريح عن مناهضتها قياسا بالمواقف المواربة التي يتخّذها حزب الإصلاح الإخواني الشريك في السلطة الشرعية اليمنية المدعومة من المملكة ذاتها. ويوظّف الإخوان في المهرة قوتهم الإعلامية في شنّ حملاتهم ضدّ السعودية، والتي ذهب أحدثها إلى حدّ اتهامها بتوظيف متشدّدين دينيا في محاولتها بسط نفوذها في المحافظة.

 

وورد في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لقناة المهرية التي تبثّ من تركيا ويديرها إعلاميون معروفون بانتمائهم الفكري إلى جماعة الإخوان أنّ الرياض تعتمد في المهرة على “تشكيلات عسكرية ميليشياوية رديفة للجيش اليمني الوطني.”

 

 

ووجه محررو التقرير اتهاما مباشرا للسعوديين بـ”الشروع في عملية تجنيد للمتشددين والمتطرفين في المحافظة،” مستندين إلى ما قالوا إنها مصادر محلية (تجنبوا ذكرها بالتحديد) كشفت لهم “عن تحركات سعودية في المحافظة للقيام بعملية تجنيد وعسكرة للسلفيين المتطرفين ما يثير مخاوف المجتمع المهري من أن يشكل ذلك تهديدا للنسيج الاجتماعي والسلم الأمني الذي ظلت المهرة تتصدى به لكل محاولات تعزيز النفوذ الأجنبي على الأراضي المهرية ومشاريع الفوضى والتخريب التي حاولت تلك القوى أن تغزو المحافظة بها لتحقيق أهدافها.”

 

وأوردوا نقلا عن مصدر يمني وصفوه بـ”المسؤول” أن “ضباطا سعوديين في مطار الغيضة بمحافظة المهرة يجرون تنسيقات سرية وخطيرة مع شخصيات سلفية تعرف بتبنيها أفكارا متشددة تتطابق مع معتقدات تنظيم القاعدة.”

 

ويظهر بوضوح لمحللي الخطاب الإعلامي أنّ ذكر اسم تنظيم القاعدة في التقرير، الذي لا يتجنب ذكر مصادر محدّدة والإشارة إلى وقائع على الأرض، يهدف إلى دفع عملية التخويف من تحركات السعودية في المهرة إلى أقصاها وذلك بربط اسمها باسم تنظيمٍ مُجمع محليا وإقليميا ودوليا على خطورته ودمويته.

 

وقال المصدر وفقا للتقرير إنّ الهدف من “اللقاءات” التي تتم بين الضباط السعوديين والسلفيين المتبنين لأفكار القاعدة “بسرية تامة وبعيدا عن أي إشراف من الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية.. هو زعزعة استقرار المهرة عبر تأسيس تشكيلات وميليشيات تحمل طابعا دينيا متطرفا.”

 

 

وحرص محرّرو التقرير على وضع الرياض والسلطة الشرعية المدعومة من قبلها في مواجهة مع المكونات السياسية والاجتماعية في المهرة والتي قالوا إنّها “وجّهت رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي أكدت فيها رفضها القاطع لأي تشكيلات عسكرية أو معسكرات جديدة تقام خارج إطار الدولة،” ودعت من خلالها “الحكومة والتحالف إلى تحمّل مسؤولياتهما كاملة والعمل الفوري على وقف هذه المشاريع التخريبية التي تهدد استقرار المهرة.”

 

وفي مقابل الهجوم العنيف والاتهامات الخطرة التي وجهها تقرير القناة للسعودية أورد مقطعا ضمّنه ثناء بدا مقحما وضعيف الصلة بما سبق على قيادة السلطة المحلية للمهرة التي وصفها بـ”الرشيدة”، مشيرا بالإسم إلى المحافظ محمد علي بن ياسر الذي قال عنه التقرير إنّه معروف “بحنكته السياسية وحكمته في التعامل مع الملفات الشائكة إضافة إلى علاقاته الوثيقة مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي والدول المجاورة.”

 

وهذه المرة ليست الأولى التي توجّه فيها القناة ذاتها هذا النوع من الاتهامات للسعودية، حيث سبق أن اتخذت من خبر أوردته وكالة الأنباء الرسمية سبأ بشأن تفكيك “خلية كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية في محافظة المهرة،” ذريعة لإطلاق حملة ضدّ المملكة قامت على اتهامها بالبحث “عن مبررات ومزاعم لاحتلال المهرة،” نافية أن يكون هناك أي وجود لتنظيمي القاعدة وداعش في المحافظة، ومعتبرة ما ينشر من أخبار بشأن تفكيك خلايا لهما في المحافظة محض اختلاق من الرياض لتبرير وجود قواتها هناك.

 

ويتناقض الحديث في التقرير الجديد لموقع القناة المذكورة عن اتصالات سعودية مع عناصر تتبنى فكر القاعدة في المهرة، مع النفي القطعي الذي أورده الموقع ذاته في تقرير سابق نشره مطلع شهر مارس الماضي، تحت عنوان “السعودية ورحلة البحث عن مبررات ومزاعم لاحتلال المهرة”، لأي وجود للقاعدة في المحافظة.