مع توالي هطول الأمطار في محافظة أبين مديرية خنفر وضواحيها وفي ظل محدودية الجهود التي تعمل على احتواء اضرار الأمطار ومعالجتها ، وشحت امكانيات المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الانسانية..
و لا يكاد يخلو يوم من أخبار وفيات وتهدم منازل في معظم المناطق جراء الأمطار الغزيرة المستمرة في الهطول، مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، تُفاقم من مأساة الأسر الفقيرة والأشد احتياجا في ظل الحروب الممتدة منذ عشر سنوات.
ولم يكن خبر وفاة اثنين أطفال من أسرة واحدة تحت الأنقاض، في مدينه جعار مفاجئًا، وإن كان شديد الإيلام ؛ فأخبار تهدم المنازل والقتل والاقتتال في ازدياد شبة يومي.
كيف حال أسرة هدّمت السيول منزلها، وجرفت مزرعتها ووجدت نفسها تبحث عن مأوى وما يسد رمقها؟ هو وضع كارثي يختزل ماصارت إليه المأساة الإنسانية ، جراء استمرار هطول الأمطار وتدفق السيول الجارفة، مع ماخلفته الحرب من ضعفٍ وهشاشة في الخدمات، وقبلها تمدد العمران في مجاري السيول؛ وقنوات الري جراء محدودية الإمكانات التي تضطر الأسر لبناء مساكنها بإمكانات هشة، وفي مواقع غير آمنة، في ظل حرب أفقدت مؤسسات الدولة القدرة عن القيام بمهامها.
ولعل القرى النائية في محافظة أبين الاكثر تضررًا من فيضانات الأمطار والسيول .
كما أن الأمطار والسيول تتسبب في حالات وفاة وتهدم المنازل بين تهدم كلي وجزئي، وانقطاع الطرق وانجراف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بمحاصيلها ، علاوة على إلحاق الأمطار والسيول أضرارًا كبيرة في مخيمات النازحين ، وبيوت الأسر الفقيرة والاشد احتياجا في قرى ومناطق متفرقة من محافظة أبين.
وتُمثّل المتغيرات المناخية تحديًا إضافيًا يضاعف من معاناة الفقراء والمساكين والنازحين الذي انهكتهم سنوات الحرب واصبحوا في حالة انسانية باتت مهددة تحت غزارة الأمطار .