توفي الشاب شهاب عصام زيد عطاء في مستشفى الكويت بصنعاء نتيجة خطأ طبي جسيم، وصفته مصادر طبية وحقوقية بأنه "جريمة قتل عمدية"؛ كان الشاب قد دخل المستشفى وهو يعاني من ألم بسيط في البطن، ليخرج جثة هامدة، مما أثار موجة من الغضب والاستياء في أوساط أسرته وأقاربه وأصدقائه.
وفقًا للمصادر، تم تشخيص حالة الشاب على أنها التهاب في الزائدة الدودية، فتم اتخاذ قرار باستئصالها بشكل عاجل؛ ولكن العملية انتهت بالمأساة، حيث تم استخدام جهاز تخدير قديم ومتهالك يعود لعام 1975، بينما كان من المفترض استبداله بحلول عام 2000.
وأظهرت تقارير صادرة عن المجلس الطبي أن أجهزة غرفة العمليات في مستشفى الكويت تعاني من أعطال جسيمة، مع وجود توصيات متكررة لصيانتها أو استبدالها؛ وعلى الرغم من ذلك، يستمر الإهمال، ما يعرض حياة المرضى لخطر دائم.
وتشير المصادر إلى أن مستشفى الكويت وغيره من المستشفيات الحكومية في صنعاء قد أصبحت "حقول تجارب" لأطباء متدربين أو غير مؤهلين، بسبب هجرة الكوادر الطبية المتميزة إلى الخارج أو إلى القطاع الخاص.
وتعود الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة إلى سوء ممارسات مليشيا الحوثي، التي قامت بمصادرة رواتب العاملين وحقوقهم منذ بداية الحرب، مما أثر سلبًا على أداء القطاع الصحي؛ كما تشير المصادر إلى أن مليشيا الحوثي تستولي شهريًا على مئات الملايين من الريالات من الصناديق الحكومية المستحدثة بشكل غير قانوني، وهي الأموال التي كانت كفيلة بصيانة أو استبدال الأجهزة الطبية المتدهورة، لكنها تُوجه لأغراض أخرى.
هذه الحادثة تأتي في وقت يواجه فيه القطاع الصحي في صنعاء أزمة خانقة، تتسبب في تفاقم معاناة المواطنين، في ظل إهمال متواصل من قبل المليشيا الحوثية في تحسين أوضاع المستشفيات والمرافق الصحية.