في ظل تواصل معاناة المواطنين من تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في المناطق الخاضعة بالقوة والقمع لسيطرة الحوثيين، شهدت الساعات القليلة الماضية سلسلة من الحوادث المأساوية التي أثارت صدمة واسعة بين الأهالي.. هذه الحوادث تأتي في وقت يشهد فيه اليمن تفاقمًا للأزمة الإنسانية وتزايد الضغط على المواطنين جراء الظروف المعيشية الصعبة والتوترات الأمنية المتصاعدة.
في صنعاء، تم تسجيل ثاني حالة انتحار خلال أسبوع واحد، حيث أقدم الشاب أنس عبدالحفيظ عبدالواسع، في العشرينات من عمره، على شنق نفسه داخل منزله؛ الشاب الذي ينحدر من محافظة تعز، يعاني من ضغوط مالية شديدة بسبب وضعه العائلي الصعب؛ هذه الحادثة تأتي بعد انتحار شاب آخر، صبحي حمود الصرفي، الذي أنهى حياته في منطقة صرف شرق صنعاء نتيجة للضغوط النفسية والمالية؛ هذه الحوادث تسلط الضوء على تفاقم الأزمات النفسية والمادية التي يعاني منها المواطنون في ظل تدهور الأوضاع المعيشية.
وفي حادث آخر، لقي شاب يُدعى (س. خ) مصرعه بعد إصابته برصاصتين أثناء عبثه بمسدسه أمام أصدقائه في منزله بصنعاء؛ الشاب الذي يعمل بائعًا لنبتة القات، توفي متأثرًا بجراحه قبل وصوله إلى المستشفى.. هذه الحادثة تكشف عن المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير الآمن للأسلحة في ظل انفلات أمني متزايد، مما يعقد الوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي محافظة إب، وقعت مأساة أخرى في قرية "شقي" بمديرية السبرة، حيث لقي أربعة أفراد من أسرة واحدة حتفهم اختناقًا بغاز ثاني أكسيد الكربون أثناء عملهم داخل بئر مغلق؛ الضحايا هم عثمان عبدالله العاطفي، وإبراهيم عبدالله العاطفي، وآدم ناجي محمد أحمد العاطفي، وعبده أحمد حموده العاطفي؛ ورغم محاولة اثنين من الضحايا إنقاذ الآخرين، إلا أنهم لقوا حتفهم أيضًا بسبب انعدام الأوكسجين الناتج عن عوادم مضخة تعمل داخل البئر.. هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر التي تواجهها العديد من الأسر في المناطق الريفية نتيجة لغياب الوعي والمعدات الوقائية.
تعكس هذه الحوادث المأساوية الوضع الكارثي الذي يعيشه المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تتزايد معدلات الانتحار وحوادث القتل بشكل ملحوظ؛ العوامل الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب سياسات القمع والتجويع التي تنتهجها مليشيا الحوثي، تزيد من معاناة السكان الذين يواجهون ضغوطًا معيشية متزايدة