تشهد سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر تصاعدًا في معاناة الصيادين اليمنيين جراء تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بسبب استمرار الصراع الحوثي.. وفي أحدث فصول هذه المأساة، تعرض قارب صيد للانقلاب على بعد 21 ميلاً بحرياً من ميناء الاصطياد السمكي، مما أدى إلى وفاة خمسة صيادين هم سالم عايش، ومحمد علي، ويحي علي، وعصام أحمد، وأخوه محمد أحمد؛ ورغم فداحة الحادث وفقدان جثث البعض في البحر، لم تُبادر مليشيا الحوثي بأي عمليات إنقاذ، ما أثار غضب أهالي الضحايا الذين فقدوا المعيلين الرئيسيين لأسرهم.
ووفقًا لمصادر محلية، تجاهلت مليشيا الحوثي الحادث تمامًا ولم تباشر أي جهود للبحث عن الجثث، تاركة العائلات في حالة من الحزن والانتظار؛ هذا الإهمال زاد من تعقيد الأوضاع الإنسانية التي يواجهها الصيادون وعائلاتهم، حيث يتعرضون لمخاطر متزايدة على خلفية سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر وتحويله إلى منطقة مليئة بالتوترات الأمنية، ما زاد من صعوبات المعيشة للصيادين المحليين.
في غضون ذلك، يعاني 17 صياداً آخرين من محافظة الحديدة من ظروف قاسية بعد احتجازهم في السودان لمدة تتجاوز الخمسة أشهر؛ وقد جرفتهم الأمواج العاتية إلى المياه السودانية أثناء رحلة صيد، حيث أوقفتهم السلطات السودانية واحتجزتهم هناك؛ ورغم جهود السفارة اليمنية للتفاوض مع السلطات السودانية، إلا أن التقدم ما زال بطيئًا، ما يزيد من معاناة الصيادين المحتجزين وقلق عائلاتهم التي تنتظر عودتهم بفارغ الصبر.
وناشدت عائلات الضحايا والمحتجزين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للتدخل السريع من أجل المساعدة في انتشال جثث أبنائهم وتقديم الدعم اللازم لهم؛ ويؤكد الأهالي حاجتهم الماسة للدعم الدولي لتحسين ظروفهم وحماية حياة الصيادين الذين يتعرضون يوميًا لخطر الموت وسط إهمال حوثي وأوضاع معيشية قاسية.