قال خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني إن إيران تقف في حالة ترقب وانتظار لنتائج الانتخابات الأمريكية للتعرف على ساكن البيت الأبيض الجديد خلفًا للرئيس الحالي جو بايدن، لتحديد مصير برنامجها النووي.
ويرى الخبراء، أن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى الرئاسة، سيحوّل البرنامج النووي الإيراني إلى عبء على طهران بدلًا من كونه سلاح قوة ومقايضة تستخدمه إيران؛ أما في حال فوز الديمقراطية كامالا هاريس، فإنها لن تخرج عن نهج الرئيس الحالي جو بايدن، في التعامل مع الملف الإيراني.
وأكد الخبراء أنه في حال مجيء ترامب قد يكون هناك دعم أمريكي لإسرائيل للمضي قدمًا في خطتها العسكرية لإجهاض الطموحات النووية الإيرانية، من خلال إعطاء ضوء أخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، لضرب المفاعلات النووية.
نووي إيران بين حرب غزة ولبنان
ويقول أستاذ الأمن القومي والدراسات الإيرانية في جامعة الموصل، الدكتور فراس إلياس، إنه عند تتبع مسار البرنامج النووي الإيراني والمحادثات النووية بين طهران والقوى الكبرى، وتحديدًا ، يتضح أن هناك تحولًا طفيفًا في سياسة إيران بعد حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، والتي كانت تتبع نهجًا صداميًا مع البيئتين الإقليمية والدولية.
وأوضح إلياس في تصريح أن الإيراني لا يزال في مرحلة انتقالية تراوح مكانها، وأن جزءاً من هذا الاستمرار يعود إلى المتغيرات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الأمريكية الإيرانية، وتحديدًا الحرب في غزة ولبنان.
وأضاف إلياس، أن الحربين تعرقلان مسار المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، وأن استئنافها سيعتمد بشكل كبير على الإدارة الأمريكية الجديدة، وبالتالي، فإن الملف النووي قد يشهد انفراجًا طفيفًا إذا فازت هاريس في الانتخابات.
وأضاف أنه في حال فوز ، قد يشهد الملف النووي الإيراني مزيدًا من التراجع، مع تصعيد في مسار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، وقد يحصل دعم أمريكي لإسرائيل للمضي قدمًا في خطتها العسكرية ضد الطموحات النووية الإيرانية، في حال استمرار إيران في مسارها الحالي بشأن الحرب في غزة ولبنان.
وتابع إلياس أنه على الرغم من أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جعل من الملف النووي الإيراني، ورفع العقوبات عن بلاده، محور حملته الانتخابية، إلا أن الحرب في لبنان وغزة عطلت هذا المسار السياسي، ومن المرجح أن يستمر هذا التعطيل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
الملف النووي بين هاريس وترامب
ويرى الباحث في العلاقات الدولية هاشم سليمان أن فكرة استهداف البرنامج النووي الإيراني بضربات مباشرة لن تكون الخيار الأساسي لترامب في حال فوزه؛ بل سيركز على تأخير هذا البرنامج وتحويله إلى عبء على طهران بدلاً من أن يكون سلاح قوة ومقايضة.
وأكد سليمان أن التركيز سيكون على تشديد العقوبات لزيادة الضغوط الداخلية في إيران، إذ إن الضربات العسكرية لم تؤثر في إيران كما فعلت العقوبات الدولية التي فرضت عليها حصارًا وأثرت بشدة على اقتصادها الداخلي.
وأشار سليمان إلى أن هاريس، في حال فوزها، لن تخرج عن نهج بايدن في التعامل مع الملف الإيراني، وهو النهج الذي يرى الديمقراطيون أنه الأنسب لتجنب الحروب في الشرق الأوسط.
وأضاف أن هاريس كانت جزءًا أساسيًا من الادارة الاميركية كنائب للرئيس، وكانت طرفًا في الاتفاقيات غير المباشرة التي تتعلق برفع العقوبات وتسييل أموال إيرانية مجمدة في الخارج، ما يعني أنها ستتابع النهج نفسه، مقابل التزام إيران بتقليص نسب تخصيب اليورانيوم ضمن الحدود المتفق عليها.