في خضم التطورات المتسارعة على الساحة الإقليمية، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات موجعة ضد قيادات "حزب الله" والمستشارين الإيرانيين في لبنان، في عمليات متصاعدة.. أسفرت هذه الضربات عن مقتل شخصيات بارزة كان لها دور كبير في التخطيط والقيادة، وسط تقارير تشير إلى وجود اختراقات أمنية كبيرة في صفوف الحرس الثوري الإيراني.
أعلن الحرس الثوري الإيراني عن العثور على جثمان اللواء عباس نيلفروشان، كبير المستشارين الإيرانيين، الذي قتل إلى جانب الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصرالله إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ووفقًا للبيان الرسمي، استغرقت عمليات البحث عن جثمان نيلفروشان أكثر من أسبوعين، حيث عُثر عليه تحت ركام مبنى ضخم استهدفته إسرائيل بنحو 80 طنًا من القنابل.
بحسب تقارير إعلامية، استغلت إسرائيل اختراقاً أمنياً للوصول إلى نصرالله، حيث أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن رجلاً صافح نصرالله وطبع على يده مادة سمحت للإسرائيليين بتعقبه وتحديد مكانه؛ بعد تحديد الموقع بدقة، شنت إسرائيل غارة جوية مكثفة أسفرت عن مقتل نصرالله وعدد من كبار قادة "حزب الله"؛ وتشير التقارير إلى أن نصرالله توفي نتيجة الاختناق بعد أن اختبأ في غرفة غير مهواة.
من جهة أخرى، كشفت مصادر متعددة لموقع "ميدل إيست آي" أن قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، معتقل حاليًا ويخضع للتحقيق في طهران على خلفية الخروقات الأمنية التي أدت إلى اغتيال نصرالله؛ وأفادت المصادر أن هناك شكوكاً جدية حول إمكانية وجود اختراق إسرائيلي داخل الحرس الثوري الإيراني، خاصة بين العاملين في الساحة اللبنانية؛ هذه التحقيقات تأتي وسط تكهنات بأن قاآني كان قد وصل إلى لبنان لتقييم الوضع قبل اختفائه عن الأنظار.
التحقيقات الإيرانية تركز على تحركات اللواء نيلفروشان قبل اغتياله، حيث سافر الأخير من طهران إلى بيروت للإشراف على العمليات في لبنان وسوريا، بعد مقتل سلفه الجنرال محمد رضا زاهدي بغارة إسرائيلية في دمشق؛ كما أن غياب قاآني عن اجتماع مهم لمجلس الشورى في "حزب الله" يزيد من غموض الوضع، خصوصًا في ظل تكهنات بأنه كان من المقرر أن يحضر الاجتماع لكنه رفض الحضور في اللحظات الأخيرة.
تتزامن هذه الأحداث مع استمرار الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت العديد من قادة "حزب الله"، بما في ذلك هاشم صفي الدين، خليفة نصرالله، في غارة كبيرة وقعت في أكتوبر الجاري؛ المصادر تشير إلى أن الهدف الرئيسي لهذه الضربات كان صفي الدين، الذي يعتبر القائد البديل المحتمل لـ"حزب الله"؛ هذا الهجوم يعكس القلق الإيراني المتزايد من حجم الاختراقات التي طالت أجهزتها الأمنية، والتي أدت إلى خسائر فادحة في صفوفها.
تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها إيران و"حزب الله" في ظل الاختراقات الأمنية المتزايدة والضغوط الإسرائيلية المتصاعدة.. من الواضح أن قدرة إسرائيل على تنفيذ عمليات دقيقة وفعالة ضد قيادات "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني تشير إلى عمق هذا الاختراق، مما يدفع إيران إلى مراجعة استراتيجياتها الأمنية وتحديد مصادر الخلل الداخلي.