الرئيسية > اخبار محلية > تدهور الخدمات العامة بعدن يضاعف المعاناة اليومية للمواطن

تدهور الخدمات العامة بعدن يضاعف المعاناة اليومية للمواطن

شهدت مدينة عدن خلال العام الجاري 2024م، تدهورًا حادًا في الخدمات العامة التي انعكست بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان نتيجةً لتراكم العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية، مما زاد من معاناة المواطنين في مختلف المجالات الأساسية.

تدهور الكهرباء تعد أزمة الكهرباء من أبرز المشكلات التي تواجه مدينة عدن. معدل الانقطاعات اليومي في تزايد مستمر يفوق في بعض الأحيان الثمان ساعات وأكثر. هذا الوضع أصبح غير محتمل، خاصة في فصل الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى مستويات مرتفعة.

وتشير التقديرات إلى أن 80% من سكان عدن يعانون بدرجة رئيسية من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، مما يؤثر على أنشطتهم اليومية ويزيد من حدة المشاكل الاقتصادية والصحية.

وتعالت خلال الآونة الأخيرة أصوات المواطنين المطالبة بوضع حلول جذرية عاجلة لإنهاء مشكلة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، الأمر الذي ضاعف كثيرًا من معاناتهم اليومية جراء الوضع الصعب الذي يُمرون به.

انعدام المياه تواجه خدمات المياه في عدن نقصًا كبيرًا منذُ فترة طويلة، حيث يصل انقطاع المياه إلى أيام متعددة في العديد من الأحياء السكنية وتحديدًا في المناطق الجبلية المرتفعة، إذا يعتمد الكثير من السكان على صهاريج المياه الخاصة التي تكون مكلفة للغاية.

وتشير التقارير إلى أن تكلفة المياه تضاعفت مقارنة بالسنوات السابقة، ما يزيد من العبء المالي على الأسر التي تعاني بالفعل من انخفاض حاد في الدخل نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

وتعاني شبكة المياه في عدن منذُ مابعد الحرب من التآكل والضرر نتيجة الاهمال وعدم الصيانة، مما يؤدي إلى تسرب المياه وهدرها دون وضع أي حلول لحل هذه المعضلة التي أرهقت هاكل المواطن.

وبين الحين والآخر تشهد بعض المناطق في عدن خروج مظاهرات إلى الشوارع العامة احتجاجًا على عدم وصول المياه إلى منازلهم واستمرار تجاهل الجهات المعنية تجاه تردي خدمة المياه.

النظافة والصرف الصحي أصبحت مشكلة تراكم القمامة في شوارع عدن ظاهرة ملحوظة، حيث أدى تدهور خدمات النظافة إلى تراكم النفايات في مختلف الأحياء، مما ساهم في انتشار الحشرات والأمراض بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة.

هذه المشكلة تزامنت مع انهيار في البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي، ما أدى إلى تفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا والأمراض الأخرى الأشد خطرًا على الناس وتحديدًا الأطفال.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 40% من شبكات الصرف الصحي في عدن باتت غير صالحة أو بحاجة إلى صيانة عاجلة.

 

وناشد مواطنون الجهات المعنية بالنظر إلى ما آلت إليه النظافة والصرف الصحي وانتشال الوضع قبل فوات الآوان نظرًا لانتشار الأمراض المعدية وغياب الحلول على أرض الواقع. تحديات الصحة العامة. 

يشهد القطاع الصحي في مدينة عدن تدهوراً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، إذا يعاني المواطنون من نقص حاد في الخدمات الطبية والأدوية والمستلزمات الصحية الأساسية.

وأدى ذلك انقطاع الكهرباء المستمر إلى تعطيل العديد من المرافق الصحية، بما في ذلك غرف العمليات والعناية المركزة، لاسيما تراجع دعم المنظمات الدولية للمنظومة الصحية.

وفقًا للتقارير، فإن 50% من المرافق الصحية في عدن غير قادرة على تقديم الخدمات الصحية الأساسية بسبب نقص الإمدادات وانعدام الدعم الحكومي الكافي.

ارتفاع أسعار الوقود سجلت أسعار الوقود في مدينة عدن خلال الوضع الراهن ارتفاعًا كبيرًا وغير مسبوق وسط حالة صمت حكومية مُريب إزاء هذا الارتفاع الجنوني المتواصل الذي أثر بالمقابل على ارتفاع أسعار أجور النقل وضاعف معاناة المواطن أكثر فأكثر.

ومؤخرًا ارتفعت أسعار الوقود بشكل كبير إذا وصل سعر 20 لترًا من البنزين إلى 30,000 ريال يمني (حوالي 17 دولارًا)، مما جعل التنقلات اليومية وتكاليف النقل مرتفعة جدًا بالنسبة للمواطنين.

إلى جانب ذلك، أدى انهيار قيمة العملة المحلية إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، حيث تجاوز سعر الدولار الأمريكي إلى 1903 ريال يمني في آخر تداولاته المصرفية.

هذا الانهيار الاقتصادي جعل الكثير من الأسر في عدن والمناطق المجاورة لها غير قادرة على تلبية احتياجاتها اليومية الأساسية نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي تُمر بها جراء تأخر صرف المرتبات التي لا تكاد تغطي نصف الاحتياجات.