بعد توقف دام 10 أعوام، عادت الرحلات الجوية من المطارات اليمنية الخاضعة للحكومة المعترف بها إلى الإمارات كواجهة جديدة للتنمية.
فالرحلات المباشرة بين البلدين والتي تربط بين مطاري عدن والريان ومطار آل مكتوم في مدينة دبي، تأتي إثر تسهيلات وجهود إماراتية من أجل تخفيف الكثير من معاناة تنقلات اليمنيين لاسيما المغتربين.
وأقلعت أول رحلة مباشرة على طائرة "إيرباص 320" التابعة للخطوط الجوية اليمنية، من مطار عدن الدولي إلى مطار الريان الذي أعادت تأهيله وتشييده الإمارات كنافذة تنموية مهمة في حضرموت قبل أن تتجه صوب مدينة دبي وعليها نحو 150 مسافرا، بحسب مسؤول حكومي تحدث لـ"العين الإخبارية".
وأكد أن استئناف الرحلات بين مطاري عدن والريان ومطار آل مكتوم في مدينة دبي الإماراتية للمرة الأولى منذ انقلاب الحوثي أواخر 2014, يحمل دلالات كبيرة تخص عودة جسور الحياة والشرايين الحيوية بين اليمن ودول الخليج كنافذة للتنمية ولسفر اليمنيين للعالم.
وتمت جدولة الرحلات المباشرة ابتداءً من 15 يوليو/تموز 2024، وبمعدل رحلتين أسبوعياً، تشمل الإثنين (عدن _الريان _ مطار آل مكتوم بدبي _ عدن) والجمعة (عدن- الريان- مطار آل مكتوم بدبي - الريان- عدن).
توسيع وجهات
بين مطاري عدن والريان، تواجد المسؤولون في الحكومة اليمنية، أمس الإثنين، لتدشين استئناف خط رحلة الخطوط الجوية اليمنية "عدن- الريان - دبي"، عقب 10 أعوام من التوقف إثر انقلاب الحوثي وتعطيل المطارات.
وقال وزير النقل في الحكومة المعترف بها عبدالسلام حميد، إن انطلاق أول "رحلة بين مطار عدن الدولي ومطار دولة الإمارات العربية المتحدة دبي سوف تساعد على تيسير السفر للمواطنين للعالم ودول الخليج".
وثمن المسؤول اليمني موافقة الإمارات وتقديمها التسهيلات لاستقبال الرحلات الجوية من مطاري عدن والريان، مشيرا إلى أن ذلك يدعم توجه الحكومة اليمنية لفتح خطوط جوية لأكثر من بلد، حيث سبق ذلك وجهات إلى الكويت وهناك ترتيبات لرحلات مباشرة للدوحة لإكمال ربط مطار عدن الدولي بمطارات دول الخليج.
وتأتي الرحلات المباشرة إلى الإمارات وسط تحديات كبيرة تواجهها الخطوط الجوية اليمنية لاسيما عقب اختطاف مليشيات الحوثي 4 من طائراتها، وبحسب حميد فإن وزارة النقل اليمنية بالتنسيق مع الخطوط الجوية تعمل لمواجهة ذلك سواء من خلال استعادة الطائرات المختطفة في صنعاء أو من خلال وصول 3 طائرات مقدمة بسخاء كبير من دولة الكويت.
من جهته، أكد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي أن استئناف الرحلات المباشرة بين اليمن والإمارات يعد ثمرة لجهود قيادتي البلدين الشقيقين، ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادة التحالف العربي.
وأشاد بن ماضي بالجهود التكاملية بين الجهات الحكومية المعنية المختلفة، مؤكدًا أن عودة الرحلات إلى دول قيادة التحالف العربي، مفتاح لوجاهات ومطارات الدول العربية الشقيقة.
وأكد استمرار الجهود لتوسيع وزيادة وجهات الرحلات من وإلى مطاري الريان وسيئون الدولي، وذلك بهدف تسهيل تنقّل المواطنين وتفعيل النشاط السياحي واجتذاب الزائرين وبناء شبكة وجهات أوسع، مؤكدًا أن المطارات تعد واجهة للدولة ومنطلقًا للنشاط الاقتصادي والسياحي.
تعاون إماراتي
في السياق، أكد رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية الكابتن ناصر محمود، عند استقباله وصول المسافرين اليمنيين إلى مطار آل مكتوم بدبي، أهمية تشغيل الخط الملاحي بعد توقف لنحو 10 أعوام.
وأوضح أن ذلك "يأتي ضمن خطط وتوجهات شركة اليمنية بخصوص توسيع وجهات رحلات الشركة من بلادنا إلى عدد من المطارات"، منوها بالعلاقات الأخوية وأوجه التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين اليمن ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأشاد محمود بمختلف أوجه الدعم الإماراتي المقدم لليمن في شتى المجالات ،معربا عن شكره وتقديره للجهات المعنية نظير الجهود والتعاون في تسهيل تشغيل رحلات اليمنية إلى مطار آل مكتوم في دبي.
بدوره، رحب نائب الرئيس التنفيذي للأمن والسلامه لمطارات دبي بطي قرواش، بتشغيل رحلات شركة الخطوط الجوية اليمنية إلى دبي، مؤكدا الحرص على تقديم التسهيلات اللازمة لنجاح تسيير رحلات اليمنية وغيرها من شركات الطيران إلى مطارات دبي.
يشار إلى أن استئناف الرحلات من مطار الريان الدولي في حضرموت جاء بعد استكمال تأهيله وتشييد صالة استقبال وتزويد المطار بأجهزة الملاحة والمعدات الحديثة والمتطورة من قبل الإمارات، وذلك بعد تعرضه لتدمير كبير من قبل تنظيم القاعدة إبان سيطرته على المكلا 2015 والتي تم طرده في العام التالي على يد القوات الإماراتية واليمنية ضمن قوات التحالف.