كشفت تقارير أمريكية عن شن الولايات المتحدة هجوماً إلكترونيًا على سفينة تجسس إيرانية تعمل على تزويد مليشيا الحوثي بالمعلومات الاستخبارية لاستهداف السفن التجارية بالبحر الأحمر.
ونقلت شبكة (NBC) الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، بأن الهجوم الإلكتروني وقع قبل أكثر من أسبوع وكان جزءًا من رد إدارة بايدن على هجوم الطائرات بدون طيار الذي شنته الميليشيات المدعومة من إيران في العراق والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في الأردن أواخر الشهر الماضي وإصابة عشرات آخرين.
وقال المسؤولون، إن العملية كانت تهدف إلى منع قدرة السفينة الإيرانية على تبادل المعلومات الاستخبارية مع المتمردين الحوثيين في اليمن الذين يطلقون الصواريخ والطائرات بدون طيار على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون، إن إيران تستخدم السفينة لتوفير معلومات الاستهداف للحوثيين حتى تكون هجماتهم على السفن أكثر فعالية، ونقلت شبكة (NBC) عن أحد المسؤولين الأمريكيين المطلعين على الهجوم الإلكتروني قوله إن العملية نُفذت على سفينة إيرانية تدعى Behshad "بهشاد".
الكشف عن هذه العملية، يُفسر، بحسب خبراء ومراقبين، التراجع الواضح في الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، ضد السفن التجارية بالبحر الأحمر وخليج عدن خلال الأيام الماضية، بل وتخبط هذه الهجمات.
ومثلت حادثة استهداف المليشيات للسفينة "ستار آيريس"، يوم الاثنين الماضي، دليلاً على ذلك، حيث زعمت المليشيات بأنها سفينة أمريكية، في حين كشفت بيانات لمنظمات أمن بحرية بأنها سفينة مملوكة لجهة يونانية، وكانت تعبر البحر الأحمر قادمة من البرازيل، تحمل الذرة، وفي طريقها إلى ميناء بندر إمام خميني، في إيران.
استهداف المليشيات الحوثية لسفينة متجهة إلى ميناء إيراني، يكشف حجم أزمتها بخسارتها للخدمات والمعلومات الاستخبارية التي كانت تقدمها السفينة الإيرانية "بهشاد"، والتي اضطرت للفرار من موقع تمركزها بالبحر الأحمر قبل ساعات فقط من بدء أمريكا وبريطانيا شن ضربات جوية على مواقع المليشيات داخل اليمن في الـ12من يناير الماضي.
وفقًا لبيانات مواقع وأنظمة تتبع السفن، فقد تمركزت سفينة التجسس الإيرانية الإيرانية "بهشاد" من ذلك التاريخ بالقرب من قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي، خوفاً من أن تتعرض للاستهداف كما حصل لسابقتها السفينة "سافيز"، والتي ظلت تتمركز لمدة 5 سنوات في البحر الأحمر لتقوم بمهام استخبارية لصالح مليشيات الحوثي قبل أن تتعرض لهجوم غامض – يُعتقد أنه إسرائيلي – في أبريل من عام 2021م.
هذه المخاوف دفعت –وفق مراقبين– إيران إلى إطلاق تهديدات أكثر من مرة نحو أمريكا من استهداف سفنها، حيث بث إعلام تابع للحرس الثوري الإيراني مطلع الشهر الجاري مقطع فيديو، يحذر الولايات المتحدة الأمريكية من استهداف "بهشاد"، وزعم بأنها "تساعد إيران في مساعيها لمكافحة القرصنة بالبحر الأحمر وخليج عدن".
وجددت إيران هذه التهديدات، على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي الذي هدد الثلاثاء الماضي بـ"ضرب سفن العدو"، في حال تعرض السفن الإيرانية لهجوم، وقال في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية: "إذا ضرب العدو سفننا فبالتأكيد سنضرب نفس العدد أو حتى أكثر منهم".