الرئيسية > اخبار محلية > النشأة والحواضن وواحدية الفكر والهدف.. الإرهاب الإبن الشرعي لقوى الاحتلال ومليشياته

النشأة والحواضن وواحدية الفكر والهدف.. الإرهاب الإبن الشرعي لقوى الاحتلال ومليشياته

كان ومازال الإرهاب الموجه ضد الجنوب اداة و سلاح احتلال، استخدمته كافة القوى اليمنية وتفننت جماعة الإخوان في تصديره وتجذيره والتظليل عليه وتغذية روافده المادية والفكرية، ومضى الحوثي على ذات النهج والمسلك، أما البداية العملية التنفيذية فتعود الى اغتيال أكثر من 150 من كوادر الجنوب العسكرية والسياسية في صنعاء وتحديداً في عامي 1991 – 1992م وكانت تلك الإغتيالات والتصفيات الجسدية التي طالت القيادات والكوادر الجنوبية دون سواهم ، التدشين العملي لحرب جهادية إرهابية على شعب الجنوب مشفوعة بفتوى تكفير أصدرها وقتذاك وزير العدل في حكومة صنعاء عبدالوهاب الديليمي، ومرشد جماعة الإخوان في اليمن عبدالمجيد الزنداني.  

بلغ التحريض الجهادي التكفيري ذروته ضد الجنوب والمصالح الدولية ، في 29 من ديسمبر 1992، نفذ تنظيم القاعدة الإرهابي أول هجماته الإرهابية ضد المصالح الأمريكية بتفجير إرهابي  استهدف جنود أمريكيين يقيمون في فندق بالعاصمة عدن وفي طريقهم إلى الصومال للمشاركة في جهود الإغاثة الدولية للمجاعة، في إطار «عملية استعادة الأمل».

 

وفي 27 يوليو عام 1994 أعلن نظام الجمهورية العربية من ميدان السبعين  في صنعاء الحرب على دولة الجنوب وقواتها المسلحة تم بموجبها إحتلال الجنوب بمشاركة التنظيمات الإرهابية التي قاتلت إلى جانب جيش الإحتلال اليمني ومليشيات حزب الإصلاح ”إخوان اليمن“ التي عملت على إستجلاب عناصر تنظيم القاعدة من افغانستان وفتحت لهم معسكرات ومراكز تدريبية وترقيمهم بين صفوف الجيش اليمني الذي استخدمهم بالحرب الذي شنها على الجنوب في صيف 94 واغتيال قيادات وكوادر الجنوب بفتوى دينية وتكفيرية.

 

وبعد ست سنوات من إحتلال الجنوب وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته العسكرية والأمنية شرعت تلك التنظيمات الإرهابية المرتبطة ارتباط وثيق بجماعة الإخوان باليمن بتنفيذ ثاني  عملية إرهابية استهدفت المدمرة الأمريكية ”USS Cole“ في ميناء عدن  عام 2000م.

 

 

وكان قائد الهجوم على المدمرة الأمريكية” يو إس إس  كول “ هو القيادي في جماعة الإخوان جمال البدوي الذي قتل بضربة أمريكية في الأول من يناير عام 2019 في محافظة مأرب بعد تهريبة من السجن إلى جانب 22 عنصراً إرهابياً بينهم القيادي في تنظيم القاعدة سليم المسن الذي قتل على يد وحدة مكافحة الإرهاب والحزام الأمني بمحافظة الضالع في مايو 2022م و قتل إلى جانبه 6 من عناصر التنظيم  بعد أن تسللت الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة من مديرية جبن، التي تُسيطر عليها مليشيات الحوثي” ويعد الإرهابي سليم المسن من أبرز المشاركين بالهجوم الإرهابي الذي استهدف المدمرة الأمريكية ”كول“ وهو قيادي بجماعة الإخوان باليمن وتم تهريبه من سجن صنعاء المركزي من قبل ضباط في جماعة الإخوان أثناء توليهم السلطة في عام 2011 م.

 

 استمرت هذه الحرب في غفلة من العالم على مدى ثلاثة عقود، وأخذ سلاحها الإرهاب يفتك بشعب الجنوب بعد أن نمت بذرته الأولى لتصبح تنظيما دولياً ، إسمه تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب، وهو أكبر فروع التنظيم الدولي ومخزونه البشري والمادي والفكري، وهذا ما كشفته ملفات التحقيق مع العناصر الإرهابية التي تم ضبطها في العديد من الدول العربية والمنطقة ، كما يحتل مركزاً متقدماً في التقييم والتصنيف الدولي الخاص بخطر الجماعات الإرهابية على الصعيد العالمي, وهذه الخطورة لا تقتصر من خلال الأعمال والجرائم الدولية الإرهابية التي شهدها العالم وكان لتنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية ارتباط مباشر بها من خلال التدريب والتخطيط والتمويل وحتى التنفيذ, الأمر الذي يعني أن انتصار القوات المسلحة الجنوبية بدعم من دولة الإمارات في حربها ضد الإرهاب واي نجاحات تحققها في إضعاف التنظيمات الإرهابية وتدمير بنيتها التحتية وتفكيك خلاياها وشبكاتها الإرهابية وقنوات ومصادر تمويلها هو في المحصلة النهائية نجاح في الحرب الدولية على الإرهاب و إسهام مباشر في الحد أو التقليل من خطر الإرهاب وأثر الجماعات والتنظيمات الإرهابية على مستوى المنطقة والعالم.

 

ونظراً لذلك نجد كيف كشرت جماعة الإخوان والقوى اليمنية التي تتلاقى معها في الفكر الجهادي المتطرف كالمليشيات الحوثية أنيابها واستنفرت كل قدراتها وإمكانياتها ضد قواتنا الجنوبية ودولة الأمارات العربية المتحدة، على أمل إيقاف النزيف والهزائم التي منيت بها التنظيمات الإرهابية خلال الأعوام الماضية. 

 

إن الوقوف على هول الإرهاب الذي وجه ضد الجنوب وحجم وعدد ضحاياه على مدى ربع قرن، وما ترتب على ذلك من مخاطر ومهددات تمس أمن واستقرار المنطقة والعالم، يضعنا امام الدور الإماراتي العظيم في الحرب على هذا الخطر الكوني ، كما يضعنا امام جلالة تضحيات وإنجازات قواتنا المسلحة الجنوبية ، ويكشف بوضوح كيف اصبح الجنوب والإمارات سم الإرهاب ومصدر رعب وخوف الأطراف اليمنية اللاعبة بأوراقه.