الرئيسية > اخبار محلية > ضربات استباقية وتجفيف الإمدادات.. خيارات التحالف الدولي لمواجهة الحوثيين

ضربات استباقية وتجفيف الإمدادات.. خيارات التحالف الدولي لمواجهة الحوثيين

تتزايد مخاطر التهديدات التي يفرضها الحوثيون على التجارة العالمية، بعدما فرضت واقعاً جديداً في البحر الأحمر، بحسب آراء محللين.

يأتي ذلك في وقت لا يستبعد فيه المحللون أن ينفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات استباقية في العمق اليمني لردع الميليشيا، وفرض عقوبات دولية واسعة عليها، إضافة لمحاولة قطع طريق الإمدادات التي تصل من إيران.

ولا يستبعد الخبير الأمني في الشؤون الإفريقية محمد عبدالواحد أن تلجأ الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربات ضد قواعد حوثية في اليمن، إذا تجاوزت الميليشيا "الخطوط الحمراء" التي تحددها الإدارة الأمريكية.

ويرى عبدالواحد أن الحوثيين يعطون للرئيس بايدن مبررا للتواجد في البحر الأحمر والهيمنة على واحد من أهم الممرات المائية في العالم.

وذكر أن بايدن يرغب بتحقيق 3 أهداف، أولها الهيمنة الجيوسياسية في ظل التنافس مع الصين وروسيا وإيران، خاصة أن 80% من الاقتصاد الصيني يعتمد على التجارة عبر البحر.

كما ترغب الإدارة الأمريكية بتأمين إسرائيل واقتصادها، إضافة إلى إعادة ترتيب الأوراق في اليمن وفق مصالح واشنطن، في وقت يبحث فيه الحوثيون عن تحقيق مكاسب سياسية، بحسب عبدالواحد.

من جهته، قال المحلل السياسي والاستراتيجي عامر السبايلة إن "القضية بدأت تأخذ بعدًا دوليًا بعد تهديدها التجارة العالمية".

وأضاف السبايلة: "الولايات المتحدة شرعنت أي تحرك قادم من خلال تحالف دولي، لضبط السلم العالمي والملاحة الدولية"، وتابع: "الآلة العسكرية الموجودة قادرة على الردع".

قطع الإمدادات من جهته، قال المحلل السياسي عامر ملحم إن "التهديدات الحوثية أضافت عبئاً جديداً على بايدن إلى جانب الحرب في غزة، وروسيا وأوكرانيا، فضلاً عن التنافس مع الصين".

ولا يستبعد ملحم أن "توجه الولايات المتحدة عبر التحالف ضربات قوية في عمق المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، في رسالة أولى مفادها أن الاعتداء على خطوط الملاحة أمر مرفوض عالميا"، وتشديد الرقابة البحرية لمنع وصول أي إمدادات عسكرية من إيران.

وإلى جانب الردع العسكري، يعتقد ملحم أن الإدارة الأمريكية ستسعى مع شركائها إلى فرض عقوبات شديدة على الحوثيين، قد تصل إلى إعادة وضعها على قوائم الإرهاب العالمية، وهو أمر يهدد المستقبل السياسي للميليشيا في اليمن، ويجعل وجودها في أي سلطة في المستقبل أمرا مرفوضا.

وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أن الحوثيين أطلقوا زورقا مسيرا مفخخا تجاه طرق التجارة الدولية بالبحر الأحمر، انفجر دون أن يصطدم بأي سفينة. وكان هذا السلاح، الذي تستخدمه الميليشيا للمرة الأولى، بمثابة رسالة للتحالف باستمرار الهجمات على طرق التجارة العالمية، بحسب ما يرى ملحم.

 

وخلال الأيام الماضية، طالب ائتلاف يضم الولايات المتحدة و11 دولة حليفة لها الميليشيا بوقف الهجمات، وسط زيادة التوتر العسكري في المنطقة.

 

ووافقت أكثر من 20 دولة على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده واشنطن؛ لحماية البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون سفنا تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لحرب إسرائيلية.